Get Mystery Box with random crypto!

«الحرية، كما لا أريدها » [١ ]. . . ـ إنها كارثة إضافية، أن ي | سَوْدآويّ

«الحرية، كما لا أريدها » [١ ]. . .

ـ إنها كارثة إضافية، أن يستسلم المرء إلى غرائزه في زمن مثل زمننا الحاضر. تتناقض هذه الغرائز في ما بينها، وتدخل الضيم على بعضها، وتدمر بعضها البعض؛ لقد سبق لي أن عرفت الحداثة بأنها تناقض فزيزلوجي داخلي. والحكمة التربوية ستتطلب أن يتم إخضاع واحد من الأنظمة الغريزية على الأقل إلى ضغط ساحق بهدف شل حركته، حتى يمكن واحد آخر من الانتعاش، ومن أن يغدو قويا، ويصير سيدا. ولن يستقيم لنا اليوم أن نجعل الفرد ممكنا مالم يكن علينا أن نمارس عليه عمل بتر أولا : ممكنا، يعني متكاملا... لكن العكس هو الذي يحدث : إن المطالبة بالاستقلال، وبحرية النمو، وبالتسبب تأتي أكثر ما تأتي، وبحماسة متوقدة على ألسنة أولئك الذين هم في الحقيقة بحاجة أكثر من غيرهم إلى أشد القيود صلابة؛ وينطبق هذا على المجال السياسي، كما ينطبق على الفن. لكن ذلك عرض انحطاط في الحقيقة: إن مفهومنا الحديث عن «الحرية، دليل إضافي على غريزة الانحطاط . -

Friedrich Nietzsche


[١] إشارة إلى بيت شهير للشاعر ماكس فون سنكندورف من قصيدة الحرية « الحرية كما أريدها »