2021-10-01 17:39:56
أختاه يا نرجس لدينا سؤال يُحيّرنا ونحتاج إلى جواب.
- تفضلن على الرحب والسعة.
- هل جرَّبتِ الحُبَّ يومًا ما؟
وما أن سمعت نرجس تلك الكلمة حتى أطلقت أها طويلة ثم اتبعتها بحسرة جعلت الفتيات يستغربن كثيرًا فهن طوال الفترة التي عشنها مع نرجس لم يرينها تتحسر على شيء أبدًا.. فلقد كانت نرجس راضية قانعة بما قسم الله في كل أمور حياتها..
قالت ريم:
أتتحسرين يا نرجس؟ أجابت وهي ما زالت متألمة:
- ولِمَ لا؟
قالت ريم:
وعلى من تحسرك؟ أجابت:
- ألم تسألني عن الحب.. أم أنا مخطئة!؟ تكلمن سوية:
- نعم.. نعم سألناكِ.
فأدارت وجهها نحو النافذة الصغيرة وقد بدأت تنظر إلى الأفق وهي تقول:
لقد عذبتني هذه الكلمة كثيرًا يا صديقاتي..
قالت أشجان وهي تحترق شوقًا لمعرفة ذلك الحبيب:
- لكن من هذا الذي يستحق كل هذا الحب والتألم لأجله؟ قالت نرجس:
لقد تمنيت أن أخبركن به منذ زمن.. لكن خوفي من الاستهزاء الذي قد أواجهه ممكن جعلني أؤجل فكرة البوح بذلك السر.. والآن وبعد أن طلبتن بأنفسكن أن أتكلم عن حبيبي فسأبوح بمشاعري تلك.. إعرفن يا صديقاتي بأن حبيبي ليس كأي حبيب!
انه يختلف ويتميز عن بقية البشر بمميزات خاصة تجعلهُ أجمل وأعظم وأرق وأعطف وأكبر إنسان موجود على وجه الأرض الآن!
لم أره يومًا لكني أشعر بهِ وبكيانهِ وبروحهِ وحُبه يملأ خافقي.. كانت والدتي قد عشقته وصار أبي يعشقهُ أيضًا واتفقا إن رزقهما الله بولد فسيطلقا عليه اسم ذلك الحبيب، وإن رزقهما الله بفتاة فسيطلقا عليها اسم والدة ذلك الحبيب.. وجئت أنا إلى هذه الدنيا ولم يترددا لحظة في تسميتي (نرجس) وهكذا كان اسم والدة حبيبي.. وهنا دمعت عينا رؤى وعرفت حبيب نرجس، أما الاخريتان فكانتا تستمعان إلى نرجس بترقب وانشداد كبيرين.. سألتها أشجان:
- وهو ما اسمه؟
- اسمه: محمد... فأردفت أشجان:
وكم عمره؟
- عمره (١١٧٦) سنة " الف ومائة وستة وسبعون عامًا"
هنا ساد صمت غريب كاد يفتك بأشجان وريم من شدة الخوف، فقلن سوية:
- بربك.. كيف عاش كل هذه الفترة..! هل تمزحين؟
ابتسمت نرجس وقالت:
- ان الذي أحبهُ يا أخواتي وأتمنى رؤيته والتحدث إليه وانتظره منذُ سنواتٍ طوالٍ هو مولاي صاحب العصر والزمان ومنقذ البشرية المهدي المنتظر (عليه السلام).
57 viewsمَـهٰا الـوُائلـَيِ, 14:39