2021-10-01 14:52:35
اطلب حاجاتك من امام الزمان
في كتاب (العبقري الحسان) يروي مؤلفه المرحوم النهاوندي ، عن العالم الجليل سيد عبدالله القزويني هذه الواقعة :
تشرفت سنة 1327هـ ، و معي زوجتي و ابنتي ، بزيارة العتبات المقدسة في العراق . و من النجف الأشرف مضينا يوم ثلاثاء إلى مسجد الكوفة . و كان عزم رفقائنا في سفرنا هذا أن يعودوا في اليوم نفسه إلى النجف.
قلت لهم : حسن أن نذهب هذه الليلة –ليلة الاربعاء – من مسجد الكوفة إلى مسجد السهلة ، فنؤدي أعمال مسجد السهلة هناك . في البداية وافق رفقاؤنا على ما اقترحت .. ثم تراجعوا قائلين : نحن لا نسير ليلاً في هذه البرية.
بيد أننا – أنا و زوجتي و ابنتي و أمرأة أخرى كانت معنا – قصدنا مسجد السهلة . حيث صلينا صلاتي المغرب و العشاء جماعة . و بعدها بدأنا بالدعاء و بأعمال المسجد ، و ما فطنا إلا و قد أنصرم هزيع من الليل ، فكان علينا أن نرجع إلى مسجد الكوفة في الحال.
في وقتها تملكني خوف شديد ؛ إذ كيف أرجع مع هذه النسوة إلى الكوفة في عربة مكشوفة لا نعرف عن سائقها أي شيئ ؟!
هذا إلى جوار أن (عطية ) المشهور قد تمرد في تلك السنة على الحكومة العراقية ، فكان يغير على المسافرين ليلاً ينهب طعامهم . و هذا كان أكثر ما يخيفني و يفزعني .
من قلبي – و أنا في غاية الفزع و الاضطراب – توجهت تلقاء الامام ولي العصر (ارواحنا فداه ) اتوسل به ، و أطلب من وجوده المقدس العون و المدد.
و بينما أنا كذلك .. حانت مني التفاته صوب مقام الامام ولي العصر (عليه السلام)الكائن في وسط المسجد . و هناك شاهدت نوراً عجيباً يحار له اللب ، و كأن الشمس قد أفرغت كل سناها مركـّزاً في تلك البقعة .
نهضت من فوري إلى المقام المقدس ، فرأيت سيداً جليلاً عظيماً في منتهى الجلال و العظمة ، جالساً يتعبد هناك .
جلست على ركبتي بين يديه ، و قبلت كفه المباركة . أردت أن أقبل جبينه .. فمال إلى الخلف و لم يدعني أفعل . جلست إلى جواره أدعو و أقرا الزيارة ، و كان هو مقبلاً على دعواته و أذكاره . و لما كنت أبلغ في الزيارة عبارة السلام على الامام صاحب الزمان (عليه السلام) كان هذا الرجل يجيبني قائلاً : و عليكم السلام !
ضايقني ذلك منه قليلاً ، و قلت في سري : أنا أسلم على امام زماني .. و هذا الرجل يجيب !
ثم نظر إليّ ، و قال : ادع و تعبـّد براحة خاطر ، فقد أوصيت (أكبر الكبابي )
ليوصلكم إلى مسجد الكوفة و يقدم لكم طعام العشاء .
أستأنست إليه لما سمعت منه هذه الكلمات ، و طلبت منه ثلاث حاجات :
الأولى : سعة الرزق و الخلاص من العسر . فأجابني إلى هذه الحاجة .
الثانية : أن يكون مدفني كربلاء عند الموت . فأجابني إليها أيضاً .
الثالثة : أني طلبن منه ولداً صالحا ً. فقال : ليس هذا بأيدينا . فسكت دونما اصرار ( و أذكر هنا أني كانت لي في أول شبابي زوجة أب ، و كانت لها بنت حسنة من زواجها الأول .. لم توافق على تزويجي إياها . فطلبت من الله (تعالى ) في حرم الامام الرضا (عليه السلام) أن يمن علي بالزواج من هذه الفتاة ، و لا أريد أولاداً . ثم أني اقترنت بالفتاة زوجة لي . . و لهذا لم أصر على أن تنجب أولاداً).
و تقدمت زوجتي إلى الامام بقية الله (روحي فداه ) و سألته ثلاثة حاجات كذلك.
إحداها أن تكون وفاتها قبل وفاتي ، و أكون أنا من يتولى تكفيناها و دفنها.
الأخرى : سعة الرزق .
الثالثة : أن تدفن أما في كربلاء و أما في مشهد و قد أجابها الامام (عليه السلام) ثلاثة حاجاتها ( و قد نالت فعلاً ما أرادت ، و توفيت في مشهد ، و توليت دفنهابنفسي ).
ثم تقدمت المرأة التي كانت برفقتنا ، و طلبت من الامام (عليه السلام) ثلاثة طلبات أيضاً .
الأول : شفاء زوجة ابنها . فقال الامام (عليه السلام) : سيهبها الشفاء جدي موسى بن جعفر (عليه السلام).
الثاني : طلبت الثروة و المال لأبنها . و هذا أيضاً اجابها الامام إليه .
الثالث : طول عمرها .. فأجابها (عليه السلام) إليه كذلك.
و قد شهدت بنفسي كيف تماثلت كنتها للشفاء في الكاظمين ، ثم كيف أثري ولدها و صار من الموسرين ، و كيف عمـّرت هي خمساً و تسعين سنة.
يقول سيد عبدالله القزويني : ثم خرجنا بعد الدعاء و الزيارة و بعد هذه المحاورة من المقام . فقالت لي أمرأتي : اعرفت من هو هذا السيد ؟
قلت : لا . فقالت : هذا السيد امام الزمان (عليه السلام).
عندها هرعت راجعاً إلى المكان ، و تطلعت في داخل المقام .. فما رأيت للنور من وجود و لا للسيد الذي كان هنا قبل لحظات . ما ثمة إلا فانوس معلّق في وسط المقام .. ثم لا شيئ . أما المسجد فقد كان غارقاً في الظلمة و السـّكون .
و هنا أدركت أن ذلكم النور كان من أنوار الوجودالمقدس للامام بقية الله (أرواحنا فداه)
قناة قصص لقاء صاحب الزمان
https://t.me/mhdar2
963 viewsedited 11:52