Get Mystery Box with random crypto!

[4/4] رسالةٌ إلى القائد العام لهيئة تحرير الشام الشيخ أب | ....

[4/4]


رسالةٌ إلى القائد العام لهيئة تحرير الشام
الشيخ أبي محمد الجولاني وفّقه الله..




= فإنْ عجزتم عن الكمال فإنّ واجبَ الاجتماع لم ولن يَسقَط عنكم، ومِن صُورِ الاجتماع أَن تَجعلوا حكومةَ الإنقاذ -أو سَمُّوها ما شئتم- كيانا جامعا حقيقيا، لا مجرّدَ مؤسَّسةٍ لإدارة الخدمات، فتذوب الهيئةُ وبقيّةُ الجماعاتِ داخلَها، ويكُونَ على رأسِها مجلسٌ أعلى للشورى؛ يَضُمّ أهلَ الحَلِّ والعَقد فيكم، يَختصُّ بالشأن السياسي العام، ويُفرزُ مِن داخلِه -توافقا- أميرا يقودُه ويقودُ الحكومةَ بشرع الله وشورى المسلمين، فإنْ تَعذَّر التوافقُ على واحدٍ؛ يَتمُّ ترشيحُ شخصياتٍ لها الأهليةُ الشرعيةُ والسياسيةُ والقَبولُ ولو في حَدِّهِ الأدنى، ليُنتخب مِن بينِهم مَن يقودُ الحكومةَ بكتاب الله، ويَحمِل الأمانةَ مستعينا بالله، يَنتخبه المجلسُ أو عمومُ المسلمين في مناطقكم؛ حسب ما ترتأونه وتطيقونه، ويَبقَى على رأسِ عملِه دُون منازعةٍ -جمعا للصف- إلى أن يَسقطَ عنه شرطٌ مِن شروطِ الأهلية الشرعية للولاية، ويكُون هذا المجلسُ إلى جانبِ مجلسِ الشورى العام القائم حاليا، غيرَ أنّ الأولَ مختصٌّ بالشأن السياسي والنوازل العامة، والثاني مختصٌّ بالأمور الإدارية والخدمية كما هو حاله. كما ويَنبثقُ عن مجلس الشورى الأعلى -بالآلية التي يرتضيها- وزارةٌ للحرب تذوبُ فيها الفصائل المجاهدة، يَكونُ على رأسِها لجنةٌ عليا لإدارة الشأن العسكري؛ مشَكّلةٌ مِن أهلِ الاختصاص في الجماعات، وتَمتَثِلُ هذه الوزارةُ -كغيرها من الوزارات "السيادية" كما تسمى- لقرارات مجلس الشورى الأعلى والأمير العام للحكومة، وتَضع الخططَ العسكرية -هجوما أو دفاعا- بحسب توجيهات الأمير والمجلس الأعلى، ويستعين الأميرُ ومجلسُه بهذه الوزارة في معرفة قدرة الساحة وقدراتها لاتخاذ القرار المناسب. كما ويَنبثقُ عن مجلس الشورى الأعلى مجلسٌ موسَّعٌ أو مصغَّرٌ للفتوى والآراء الشرعية والفقهية، يُكلَّفُ لعضويته تكليفًا كلُّ مَن يَرتضي المجلسُ الأعلى ديانتَه وسلامة طريقِه وطريقتِه؛ مِن أهلِ العلم في أرض الجهاد، يَنظُرُ في نوازلِ الشأن العام التي تحتاج بحثا ونظرا شرعيا، ليَرسُم للأمير ومجلس الشورى الأعلى حدودَ الشرعِ في اتخاذ القرارات. كما ويَنبثقُ عن مجلس الشورى الأعلى لجنةٌ عليا للمتابعة والرقابة الشرعية؛ في مستوى وزارة، تَختصُّ في شأنِ المظالمِ والتجاوزات حصرا؛ بين الحكومة ومَن هُم تحتَ سلطانِها مِن رعاياها، وتَتبَع للأمير ومجلسِه الأعلى مباشرة، وتكونُ مستقِلةً عن الوزارات الأخرى كوزارة القضاء الشرعي أو وزارة الأمن والسلم -الداخلية كما تسمى-، فتضع الآلياتِ لمتابعة تظلمات العباد، وتُعطَى مساحةً لرَدِّ المظالم بالشرع، مع رفع تقاريرِها الدورية للأمير والمجلس الأعلى، فإنه بالعدل ورفعِ الظلمِ ورَدِّ المظالمِ تُنصرون.

فإنْ استصعبتُم الوصولَ إلى مِثل هذه الصورة مِنَ الاجتماع فتذكَّروا أنّ الأجرَ على قدر المشقة، وأنه بالتجرد والإخلاص والصدق تَصِلُون إلى ما هو أفضل مما تظنون، فلا تَجعلوا تجاربَكُم مانعًا منَ المُضِيِّ قُدُمًا، فإنّ ما فَشلتم به سابقا لم يَكُن لأجل استحالة الوصول إلى هذه النتيجة؛ بل هو قولا واحدا من عند أنفسِكُم، فإنّ اللهَ لم يُكلِّفكُم بأمرٍ وإلا ولكم به استطاعة.

كما أنّ مَن يطالبُكُم بهذه الصورةِ مِنْ صورِ الاجتماع -أو سِواها- ليس حالِمًا؛ ولا يدعوكم إلى ما ليس في الإمكان، لكن إنْ رأيتموه طرحا نظريا فاتركوه عنكم؛ واجتمِعوا بأيِّ صورةٍ شرعية شئتم، فقط ضعوا نُصْبَ أعينِكُم أنكم لن تَغلِبوا عدوًّا ولن تَقهروا عادِيًا ولن تَعلوا على طاغٍ إلا بعدَ أنْ تتجاوزوا خلافاتِكم وتفرقَكُم، فما غُلِبَ قومٌ بعدَ اجتماع، وما غَلَبَ قومٌ أشتاتًا.

أخيرا أبا محمد، تذَكّر أنّ موقفا واحدا لك كهذا الذي أدعوك إليه ويدعوك إليه كلُّ مسلمٍ؛ سيَتَعَدَّى أثَرُه إلى الأمةِ جمعاء، فالشام أصبحت المحور والمرتكز، وسيكُونُ مِن بركاتِ هذا الموقف فتحُ بيتِ المقدس بإذن الله، ولن يَنسى المسلمون اسمك، وسيخلدونه في تاريخِهِم مع عظماء الأمةِ ما بَقِيَت الدنيا، كما خُلِّدَت مواقفُ السابقين، فكاتِبُ التّاريخِ لا يَنسَى مواقفَ الرجال صالحها أو طالحها.

ولله الأمرُِ مِن قبلُ ومِن بعد، وهو الذي يُسَيِّرُ الأمورَ بحكمته سبحانه..
والحمد لله على كل حال..


@abomoaaz83