Get Mystery Box with random crypto!

#سلسلة_طريق_السالكين_إلى_الله الدرس رقم وصلنا في الحلقة ا | مقتطفات اسلاميه

#سلسلة_طريق_السالكين_إلى_الله

الدرس رقم

وصلنا في الحلقة السابقة عن صفات القلب الحي نسأل الله ان نكون منهم .....
وقلنا ان القلب الموصول بالله هو الذي يذوق طعم الإيمان ويجد حلاوته وكلما نقص إيمانه قل تذوقه لهذه الحلاوة .

ومن علامات القلب الحي ايضا
.6 _ الشعور بالقرب الحقيقي من الله عز وجل :
فيشعر العبد أن الله عز وجل أقرب إليه من زوجته وولده ووالديه وأصدقائه المقربين ،
وهذا الشعور يتجلى بوضوح في حب مناجاته سبحانه والتلذذ بذكره وحب الخلوة به ،
كما قال موسى { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } [طه :84]

قال عيسى ابن مريم :
يا معشر الحواريين ، كلموا الله كثيراً وكلموا الناس قليلاً.
قالوا : كيف نكلم الله كثيراً ؟
قال : أخلوا بذكره ، أخلوا بدعائه ، أخلوا بمناجاته .

ويؤكد على هذا المعنى الحسن البصري فيقول : إن أحباء الله هم الذين ورثوا طيب الحياة وذاقوا نعيمها بما وصلوا إليه من مناجاة حبيبهم ، وبما وجدوا من حلاوة في قلوبهم .
لا سيما إذا خطر على بالهم ذكر رؤيته سبحانه

7 _ دوام الفرار إلى الله فالرباني الموصول بالله دائم الفرار إليه سبحانه كلما أصابه مكروه أو ألمت به مشكلة ،أو قصر في أمر من الأمور ، أو وقع في محظور ... فتجده سريع الأوبة والإنابة والفرار إلى وليه ومولاه .

قال تعالى : {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [الذاريات: 50]
فيكون سريع العودة الى الله:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ ...} [ آل عمران

وفي قصة داوود والخصمين دلالة واضحة على أهمية سرعة العودة والإنابة إلى الله إذا ماشعر العبد أنه قد جانبه الصواب .
قال تعالى :{ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ {24} فَغَفَرْنَا لَهُذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص :24-25]فالرباني في فرار دائم إلى الله يشكوا إليه ظلم الظالمين ، وكيد الكائدين ...يستغفره ويسترضيه ويلح عليه في الدعاء إلا يغضب عليه أو يتركه لنفسه ...

يناجيه فيقول له : أعوذ برضاك من سخطك ، وعفوك من عقوبتك ، وبك منك ، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
... يبث شكواه كما قال يعقوب عليه السلام : {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَالاَ تَعْلَمُونَ } [يوسف :86]ومن أهم صور الفرار : الصلاة والدعاء ...
فكلما نزلت بالرباني نازلة أو أصابته مصيبةهرع إلى مولاه بالصلاة والدعاء ليقوي اتصاله به ، ويزداد شعوره بأنه في معيته وولايته وفي نطاق حمايته ، فيخرج من الصلاة بقلب آخر مليء بالطمأنينة والسكينة ...
ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة ليناجي فيها مولاه ويبث إليه شكواه .
انكسفت الشمس يوماً على عهده صلى الله عليه وسلم فقام عليه الصلاة والسلام يصلي وأطال الصلاة ، ثم جعل يبكي في سجوده ويقول :
" رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ؟
رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون ؟
وها نحن نستغفرك " فلما صلى ركعتين انجلت الشمس ،فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ،
ثم قال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفانلموت أحد ولا لحياته ،فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله ".

فالفرار إلى الله ودوام الإنابة إليه من أهم سمات الربانيين والتي تفرق بينهم وبين غيرهم وقت الشدائد { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّه ُوَنِعْمَ الْوَكِيلُ{173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّه ُذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران :173-174]

8- انشراح الصدر :
عن ابن مسعود قال : قلنا : يا رسول الله ،
قوله تعالى :{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَعَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } [الزمر :22] كيف انشرح الصدر ؟
قال :"إذا دخل النور إلى القلب انشرح الصدر وانفتح ،
قلنا : يا رسول الله وما علامة ذلك ؟
قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله "
الحديث عند أبي الشيبة وضعفه الألباني وان كان المعنى صحيح

"فمن مظاهر التجافي عن دار الغرور :
احتقار الدنيا وعدم التلهف على تحصيلها ،
وعدم الحزن على فواتها أو نقصانها ،
وترك التنافس من أجلها ،
وعدم حسد الآخرين عليها ،والرضا بالقليل منها ،
وتحين أي فرصة لترك الانشغال بهاوقلة التفكير في الرزق والمستقبل والأولاد .
ومن مظاهر الإنابة إلى دار الخلود :
المسارعة إلى الخيرات ،
وتعظيم الأمر والنهي
وشدة الورع والبعد عن الشبهات ،
ومراجعة كل ما يفعله العبد والتأكد من مطابقته للشرع ،
وتقديم مصالح الدي