تابع / الأدِلَّةُ الدَّالَّةُ على إثباتِ الرُّبوبيَّةِ
#دلالة_الشرع
قال ابنُ القَيِّمِ :(هذه الطَّريقُ من أقوى الطُّرُقِ وأصَحِّها وأدَلِّها على الصَّانِعِ وصِفاتِه وأفعالِه ، وارتِباطُ أدلَّةِ هذه الطَّريقِ بمدلولاتِها أقوى مِن ارتِباطِ الأدِلَّةِ العَقليَّةِ الصَّريحةِ بمَدلولاتِها ؛ فإنَّها جمَعَت بيْن دَلالةِ الحِسِّ والعَقلِ ، ودَلالتُها ضروريةٌ بنَفْسِها ؛ ولهذا يسَمِّيها اللهُ سُبحانَه آياتٍ بَيِّناتٍ ، وليس في طُرُقِ الأدِلَّةِ أوثَقُ ولا أقوى منها) .
وبيانُ هذه الطَّريقِ مِن وَجهَينِ :
الوَجهُ الأوَّلُ : المُعجِزاتُ :
فقد أرسَلَ اللهُ تعالى رُسُلَه بالوَحيِ ، وأيَّدهم بالمُعجِزاتِ تَصديقًا لهم ، وإذا جاء الرَّسولُ بآيةٍ تدُلُّ على صِدْقِه فقد ثبَتَت الرِّسالةُ ، وتَثبُت الرُّبوبيَّةُ بذلك ضِمْنًا ؛ لأنَّها حَدَثٌ من جِنسٍ لا يَقدِرُ على مِثْلِه البَشَرُ.
قال اللهُ تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ} [الحديد: 25].
وقال اللهُ سُبحانَه عن آيتَيِ العَصا واليَدِ اللَّتَينِ أُرسِلَ بهما موسى عليه السَّلامُ : {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} [القصص: 32] .
فقد دعا موسى عليه السَّلامُ فِرعَونَ بهذينِ البُرهانَينِ العََظيمينِ ، فقال له : {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ} [الشعراء: 30] .
● وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((ما من الأنبياءِ مِن نبيٍّ إلَّا قد أُعطِيَ مِنَ الآياتِ ما مِثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ ، وإنَّما كان الذي أُوتيتُ وحيًا أوحاه اللهُ إليَّ ، فأرجو أن أكونَ أكثَرَهم تابعًا يومَ القيامةِ )) . رواه البخاري ومسلم.