Get Mystery Box with random crypto!

تابع / النَّظَرُ في آياتِ اللهِ في خَلقِ الكَونِ : وقد حكى ال | 🕯️مـنـارة الـعـقـيـدة 📜

تابع / النَّظَرُ في آياتِ اللهِ في خَلقِ الكَونِ :

وقد حكى اللهُ تعالى استِدلالَ موسى عليه السَّلامُ بالآياتِ المشهودةِ في الأنفُسِ والآفاقِ للرَّدِّ على فِرعَونَ الذي كان يَقولُ لِقَومِه : {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص : 38] ، فتابعه قومُه على ذلك ، كما قال تعالى : {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} [الزخرف: 54] ، فسأل فرعونُ موسى فقال له : {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء : 23] أي : مَن هذا الذي تزعُمُ أنَّه رَبُّ العالَمينَ غَيري؟ -كما قال تعالى : {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى} [طه : 49]- فأجابه موسى عليه السَّلامُ : {قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} [الشعراء: 24] أي : خالِقُ جميعِ ذلك ومالكُه والمتصَرِّفُ فيه ، وهو الذي خَلَق الأشياءَ كُلَّها ؛ العالَمَ العُلْويَّ وما فيه من الكواكِبِ ، والعالَمَ السُّفْليَّ وما فيه من عجائِبِ المخلوقاتِ ، كالجِبالِ والبِحارِ والأشجارِ ، وهذا الردُّ على فِرعَونَ واضِحٌ ؛ لأنَّه لا يمكِنُ أن يدَّعيَ مُلْكَه لكُلِّ هذه الأشياءِ ، وإنَّما كان له نوعُ مُلكٍ ، وهو محدودٌ على مِصرٍ ، فعندما سَمِعَ هذه الحُجَّةَ التفت إلى من حولَه من الملأِ قائلًا : {أَلَا تَسْتَمِعُونَ} [الشعراء: 25]؟! على سَبيلِ التهَكُّمِ!

ثمَّ زاد موسى عليه السَّلامُ الحُجَجَ فقال : {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 26] أي : خالِقُكم وخالِقُ آبائِكم الأوَّلينَ الذين كانوا قبل فِرعَونَ وزمانِه ، فكيف تَصِحُّ منه دعوى الرُّبوبيَّةِ إذَن؟

فما كان من فِرعَونَ إلَّا أنْ وَصَف موسى بالجُنونِ ، فقال : {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء: 27] إمعانًا في تضليلِ قَومِه ، فأجاب موسى بقَولِه : {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [الشعراء: 28] أي : هو الذي جَعَل المشرِقَ مَشرِقًا تَطلُعُ منه الشَّمسُ والكواكِبُ ، والمغرِبَ تَغرُبُ فيه الشَّمسُ والكواكِبُ بنِظامٍ دَقيقٍ لا يتغيَّرُ على حَسَبِ تقديره.

وتقريرُ الحُجَّةِ : إن كان فِرعَونُ صادِقًا في دعواه الرُّبوبيَّةَ فليعكِسْ الأمرَ ، فغُلِبَ وانقَطَع وعَدَل إلى استِعمالِ قُوَّتِه .

#يتبع

#الموسوعـة_الـعـقـدية

https://dorar.net/aqeeda/265