2022-06-17 11:01:07
انتظر..إنها آتية!
تلك الساعة وذاك اليوم الذي يخفيه الله عن عباده، ليرى صدق القلوب في الطلب، وصدق الخطوات في السعيّ، وحساسية الضمائر وصدق السرائر ( لتُجزى كلّ نفسٍ بما تسعى)..
فمنزلتك فيما سعيت، ودرجتك فيما عملت، وسموّك فيما صدَقت...
أتدري يا أخي؟ الحمدلله على نعمة الآخرة! تلك الحياة الأبدية، التي تهوّن علينا ما نلاقيه هنا، فإن تعبنا هنا، فهناك آخرة، وإن فرحنا أو حزننا هنا، فهناك آخرة..وإن ظَلمنا أو ظُلمنا هنا، فهناكَ آخرة.. وإن اشتقنا، وإن بكينا، وإن سعينا، وإن سمَونا،وإن عثرنا،، فهناك آخرة!
أتدري؟ إنني في كل صباح، أضع يدي على قلبي وأحدّثه: اصبر يا قلب! أعلم أنّك شاب تعصف بك الفتن من كل جانب، وأعلم أنّك تُمتحن في كل درب، وأعلمُ أنك تحزن تارة وتفرح تارة، وأنّك تتعب في السعي، وتشقى في السير،، فتمضي قليلاً وتتعب كثيراً، وأنك تحاول من جديد، وربما من البداية، وأنّ الأمل يُسيّرك أحياناً واليأس يقعدك أحياناً..
لكن يا قلبي!! إنها (دنيا)، وهناك (آخرة)!
لذلك يا أخي حُقّ علينا أن نحمد الله تعالى على نعمة الآخرة، آخرةٌ نرى فيها الفرح، ونلقى فيها الله، نرى فيها عدله، نرى فيها رحمته، نلقى فيها أحبابنا، وتسعد فيها قلوبنا وتبكي فيها عيوننا فرحاً بأنـ (قد جعلها ربي حقاً).. في نعيمٍ أبديّ نبصر فيه ما لم نرَ من قبل، ونسمع به ما لم نسمع من قبل، وتقرّ به أنفسنا كما لم تفرح من قبل.
يا أخي إنّ الله ينادينا، يخبرنا( فلا يصدّنك عنها من لا يؤمن بها واتّبع هواه)
يا أخي،، بين خوف من الله ورجاء منه تسعى قلوبنا، وهي تحذر الآخرة وترجو رحمات الله فيها...
يا أخي اربط على قلبك عصابة الإيمان، واشدد على جراحك كلمات القرآن، فلا تصدنّك عن الدار الآخرة فتن الدنيا، ولا يغوينّك شيطانُ جنٍ أو إنس، ولا تتبّع هواك أو هوى غيرك كمغشيٍّ عليه لا يبصر خطواته..
بل اقترب كلما ابتعدت، وعد كلما انحرفت، وأَمطِر كلّما قنَطت، ولا تجعل لشيطانك أو لنفسك عليك سبيلاً..
تعالَ أعاهدك وتعاهدني ونعاهد (الله)،
هاك قلبي يشاطرك الدرب، وهاك دمعي يشاطرك البكاء وهاك يدي تشاطرك الدعاء..
يا الله.. لا تجعل للعوائق والشواغل على قلوبنا سبيلاً...
أنتَ من قلت في كتابك العزيز أنّك لا تكلّف نفساً إلا وسعها.. فقوِّ ظهورنا واشدد على إيماننا.. وارزق قلوبنا المرابطة على عتبات الوصْل حتى تُفتح الأبواب.. وهب لنا من لدنك نوراً يرشدنا، وإخلاصاً يرفعنا..
في سبيل رضاك وهَبنا أنفسنا، فاجعل الرضا منتهاها..وبِحُبك بدأنا دروبنا وبك استعنّا، فانظر إلينا نظرةَ رحمةٍ في الدنيا، ترزقنا بها نظرةً إلى وجهك الكريم في تلك الآخرة..
211 views08:01