2022-06-20 23:23:03
قصة ووصية ‹ عفاف ›
{ وعظَتنا وهي حية ، ووعظَتنا وهي ميتة } !
تقول:
سأحدثكم عن أختي ‹ عفاف ›
رحمها الله وغفرلها ، خُتم لها بالحسنى ؛
توفيت وهي ساجدة فـ لله الحمد والمنّة ..
لو أتكلم عن ‹ عفاف › ،
ما أوفِّي حق الإنسانة اللي الكل أجمع على حبها للخير ..
الحبيبة ‹ عفاف › تعرفت عليها منذ 6 سنوات ،
أحببتها في الله حقًا حتى امتزجت أرواحنا
وأصبحت مشاعرنا مثل الأخوات وأكثر من الأخوات ،
والحب في الله أعظم وأشد ..
أختي الغالية ‹ عفاف › - رحمها الله -
تعلمت منها الكثير من خلال صحبتي لها تلك السنوات ،
كان هدفها شيء عالي ، همُّها:
[ الفردوس الأعلى ، لا تبغي عنها حِولا ] !
وسَعَت للشيء بقلب صادق ( نحسبها والله حسيبها ) ،
أذكر مرة من المرات دعوت لها بهذا الدعاء ،
وقالت: عرفتي إن نفسي:
« الفردوس الأعلى ، لا أبغي عنها حِولا » ! ..
وعندما وقفْت عند هذه الآية في أواخر سورة الكهف ،
تذكرتها .. قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ
جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ ..
أسأل الله أن يبلغها تلك المنزلة ،
ويجعلها من ورثة الفردوس الأعلى
بلا حساب ولا سابقة عذاب ،
ويجمعنا بها .. آمين يا رب العالمين
‹ عفاف › - رحمها الله -
فتاة سخرت نفسها وجُل وقتها في:
[ الدعوة إلى الله ] !
عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،
وسخرت نفسها لخدمة القرآن وأهله ،
كانت تقول لي:
« عهدت على نفسي أني لا أتأخر أبدًا على شخص
يريدني في أي شيء يخص القرآن » ! ..
حتى أني أتذكرها في رمضان ،
كانت تنتظر إلى بعد وقت الفجر
حتى تُسمِّع للبنات ما حفظن من القرآن
عبر جوالها ، وهي بعض الأحيان متعبة ،
فـ لله درُّها ..
عرفنا عنها ،
أنها كانت تحمل هموم البنات في القروبات ،
ودائمًا ما تفضفض لي في هذا الشيء ،
‹ تواسي هذه ، وتحل مشكلة هذه ، وتحزن لهذه › ! ،
وتحب كثيرًا إدخال السرور على أي أخت ،
وتنتهز الفرصة لذلك ،
حتى إن آخر رسائلها لي قبل وفاتها ،
كانت توصيني على صديقتنا مريم ؛
لأفرحها بتصميم لقرب زواجها ..
عرفنا عنها ،
أنها تنصر أختها المظلومة وتقف معها ،
وتحب أن تقول كلمة الحق ولو على نفسها ..
وعرفت عنها ،
أنها سبَّاقة للخير ، ومُبادرة في النصح ،
وتحب تصلح بين المتخاصمات ،
تجمعهم في مكالمة إلى أن تتصافى قلوبهن ..
عرفنا عنها ،
أنها كثيرة الصيام ،
لا تترك صيام الاثنين والخميس ،
وتحرص على قيام الليل ،
حتى إن الذي يعرفها ويراسلها في ذلك الوقت ،
معروف الساعة 3 في منتصف الليل
تترك الواتس وتخرج ، وكانت تقول لي:
« قلبي محتاج شحن إيماني » ! ..
وكانت مخصصة بعد صلاة القيام ،
وقت لقراءة وردها من القرآن ،
كانت تقول:
« إذا ما قرأته .. ما أحس ببركة في يومي » ! ..
فتاة تعمق الإيمان قلبها وصدقت مع ربها
فوجدت حلاوة ولذة فعل الطاعة
وراحتها فيها ( نحسبها والله حسيبها ) ،
وفي هذه النقطة كنت أتذكر حديثنا معا عن آية:
﴿ هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ ..
‹ عفاف › صاحبة علم ،
حافظة للقرآن ، تحب تنشر وتذكر ،
وعظتنا وهي حية ، ووعظتنا وهي ميتة ! ،
" كانت في حياتك لي عِظاتٌ
وأنت اليوم أوعظ منك حيا " ! ..
كثير بنات راسلوني متأثرين من وفاتها
ويدعون لها ، حتى أن بعضهن تقول:
« أحببتها وأنا لم أعرفها ، ومتشوقة لقصتها » ..
وهناك بنات اهتدوا بفضل الله ثم تأثرًا بها
بعد وفاتها ..
على عظم حبي لها ، على عظم ما افتقدتها
وتوجعت عليها ، لكن عزائي:
[ أن ربي قبض روحها وهي ساجدة ] ! ،
وعلى ما تحب عفاف .. الحمد لله كثيرا .
أسأل الله العظيم لها جنة الفردوس الأعلى
وأن يجمعنا الله بها تحت ظل عرشه
على منابر من نور ، وسرر متقابلين ..
اللهم جمع الجنة ،
اللهم جمع جنة الفردوس الأعلى ..
آمين .. آمين يا رب العالمين
بعد وفاتها ، أختها تخبرني:
أن إحدى صديقاتها رأتها في المنام ،
وكانت توصيها على أمرين:
• قيام الليل ..
• وكثرة قول الباقيات الصالحات ..
رسائل الأموات للأحياء فيها عظة وعبرة ،
وعظَتنا وهي حية ، ووعظتنا وهي ميتة ..!
سبحان الله !
اللهم ربنا - في عافية - اجعل همنا الآخرة ،
وأعنا وأعن جميع المسلمين
على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
ما أحييتنا حتى نلقاك يوم نلقاك وأنت عنا راض ..
واجعلنا اللهم جميعنا من أهل الفردوس الأعلى ،
بلا حساب ولا سابقة عذاب ..
يا ذا الجلال والإكرام أكرمنا ،
إنك على كل شيء قدير ،
لا إله إلا أنت ..
229 views20:23