2022-06-22 23:06:40
إذْ نَادى ربَّه نِداءً خَفيّاً..
بين (نادى) و(خفيّاً)
وجد قلبه..
لفظَ كل همومه كما لفظ الحوتُ يونُسَ من بطنه؛ بعد دعاءٍ كدعاءِ غريق ينشدُ الحياة..
لفظَ كل زفراتٍ تعالت في قلبه؛ لكنها على علوّها كانت خفيّة..[لا يعلمها إلا الله]
مَدَّ حبل اليقين، وصعد عليه خفيفاً كفؤادِ طيرٍ أرضاه الله..
ذاك الحبل الذي ما انقطع أبدا منذ أن كانت وجهته "الله".
كلّما قال: يا رب
يرى كل أمنياته التي كان قلبه يتوق لها، والتي ظلّ ينادي الله يدعوه بها؛ بأن أرضاه الله بها وزاده إيهابا..
هذا القلب كلما قال: يا الله"
يعدّ كل آماله التي زرعها يوماً على عينك، وسقاها من دمعه في حضرتك..
فيرى - بدهشة- عظيمَ كرمِك بأنْ أينعت، وأورقت، واستظلّت بها قلوبٌ كثيرة..
نادى..
وقد كان يتكئ في دعائه على ما بينه وبين الله من خبيئة..
ويقول..
سبحان من جعل قرة عيني في الدعاء..
أن أنادي دون همس، أن أتكلم دون بوح، أن أضع يدي على قلبي وكلي يقين؛ بأنّك تسمع وترى..
إنها والله لحظاتٌ من نعيم..
لا يوفّق لها إلا من تبرأ من حوله وقوته، إلى حول الله وقوته..
من أدام اللجوء إلى الله من باب "الذلّ"؛ حتى أدمن طرق الباب..
لا يبرح عتباته، حتى يفتح له؛ لعله يذوق طمأنينة القلب وسكينة الروح..
لعله يُعان من الله تعالى بكلّ خطواته وأفعاله وأعماله وكلّ أنفاسه..
إنّما هو "حبّ"
لا يغني عنه حب كل "من" في الأرض، و "ما" في الأرض..
حبٌّ تقتات عليه القلوب، وتخرّ أمامه خاشعة، تتلقى أنواره بالليل في ركعاتٍ صادقات..
إنها تلك "الخلوة المثمرة" التي تُنبتُ في القلب مكامن نور وقناديل مضيئة..
إنها ساعة الإيمان التي يخلو بها العبد مع ربه، يزيل عنه كل ألقابِ الدنيا، يلقي كُل ما انشغلَ به فكرُه وكل ما عَلق في ذهنه في نهار العاملين.. ليبدأ ليله متخفّفاً من كل ما يذكّره بالدنيا..
ليبدأ رحلة الليل التي لا يذوق حلاوتها سوى من كان شعاره فيها "مع الله".
بين نادى.. وخفيّا..
وجد قلبه..
220 viewsedited 20:06