Get Mystery Box with random crypto!

لا يخفى على احد ما يحدث في برنامج [ clubhouse ] من عناوين غريب | حيدر البارون

لا يخفى على احد ما يحدث في برنامج [ clubhouse ] من عناوين غريبة ( ليست غريبةً بمعنى عدم الحدوث ؛ بل غرّٓبوها بسياق النقاش لتستحيل لشيء مقيت!) مما يدفع البعض - لسببٍ من غرابتِها ؛ وللغرابةِ سطوةٌ - للإعتقاد بأنها من المسلمات الواجب دعمها .

من هذه العناوين -على سبيل المثال- "الاغتصاب الزوجي" ! تقومُ النسويات بتعريف الاغتصاب الزوجي على انه ؛ ممارسة الجنس دون رغبة الزوجة " اي انه يضع الممارسة تتم من خلال الموافق من قبل المرأة او رغبتها ، وايضاً ، يضعُ هذا التعريف المرأةَ بمعزلٍ عن الرجل ، ولايعرّف الحدث الواقع بالاشارة للعلاقة الزوجية (وان كان مثل هذا الحدث كـ حدث -يحتاج لزمان ومكان- لا يقع إلا في إطار الزواج ، ولكنه بالتالي ' حدث مجرد ' كـ أيِّ حدثٍ آخر ، اما يقرأ قراءة شخصية ليُفسَّرَ فهذا طبيعي - كون المجرد لا يبقى مجرد بتصرّف الإنسان- ولكن ان يقرأ الحدث هذا بفردية شديدة تتعلق بالمرأة دون الرجل فهذه اهانة للموضوعية ، لان 'الحدث كـ ' حدث مجرد ' يشمل الاثنين معا ، ولو شئنا " الموضوعية " لاخذنا كل طرفٍ في الحدث المجرد ، ولو شئنا " الشخصانية " لاخذنا أحدَ طرفٍ ، ولو شئنا " التجردية " لتركنا الحدث حدثا مجردا كما هو نقرأه ولا نأوله ؛ رغم ان القراءة بحد ذاتها تأويل وهذا مما لا يتسع له الحديث, والخلاصة عدم الموضوعية في قراءة الحدث). اذن لايعرف الحدث المسمى -نسويّةً واعتباطًا- بـ " الاغتصاب الزوجي " في إطار العلاقة الزوجية بل يعرف في إطار رغبة المرأة فقط! ثم يعرف الاغتصاب هذا!، دون الاشارة للعلاقة الزوجية والشراكة الحاصلة بين الزوجين ! فهو اذن تعريف لا يولي بالاً بالعلاقة الزوجية ، وانما يعتبر اي شيء دون رغبة المرأة هو إغتصاب ؛ والزوج -بذا- ما هو إلا دخيل ! ).

قبل أيام حاولت الاستماع لإحدى [ گروبات ] النسوة بدافع فهم الخطاب النسوي الحالي وعلى اي أساس إيديولوجي يستند ؟ فوجدت الآلاف من الذكور - والاناث يستمعون إلى كلام بعض المراهقات المترفات بفضل الرجال ( بفضل ابيهنّ أو اخيهنّ ). ورغم ادعاء النسوية بالمساواة ! الا انها لا تسمح بمشاركة اي رجل ، واقصاء اي محاولة للتحاور مع الرجال ، ناهيك عن الألفاظ البذيئة والسب والقذف إلى آخره مما لايطيب للنفس الخلوقة ذكره او تذكره.

لنعود إلى البحث عن ما ذكرته في مقدمة المقال أو محاولة لفهم لماذا تثير النسويات هكذا عناوين مثل " الاغتصاب الزوجي " ؟

في الثمانينيات من القرن الماضي دار نقاشٌ ( كما نقاشات اليوم الدائرة في تطبيق " clubhouses ) عن " الحروب الجنسية " بين النسويات الراديكاليات من جهة والمؤيدات للجنس من جهة اخرى.

تعتبر النسوية ان سرير الزوجية ( أو الزواج ، العلاقة الحميمية ) ما هو ألا مكان يفرض الذكر سيطرته فيه ) تقول " كاثرين أ.ماكينون " تحت إطار ما تسمّيه " إضفاء الإثارة الجنسية للسيطرة " [ إنَّ أي شكل من أشكال العلاقات الجنسية ، حتى المسموح به بحرية بين الزوجين ، يشكل عمل من أعمال العنف المرتكبة ضد الأنثى }} بينما تؤكد " مارلين فرينش " ( المستشارة المستقبلية لآل جور خلال حملته الرئاسية ) « إنَّ كل الرجال مغتصبون ولا شيء غير ذلك » « لا يوجد رجل قادر على ممارسة الجنس مع امرأة إذا كان يعاملها على قدم المساواة ، متعة الرجل تعني تجريد الإنسان من إنسانيته » و « كل علاقة جنسية بين الرجل والمرأة تشكل في نفس الوقت "احتلالا لجسد الأنثى » « وممارسة يفرضها المجتمع لاستعباد النساء » و يضيف " دوركين " بأنَّ الموافقة التي تمنحها المرأة أو المتعة التي يرسم هو جزء من التعاون مع المحتل »

كل ما تم ذكره أعلاه في علامات التنصيص - وكما هو واضح من لهجة الكلام_ هو خطاب النسويات الراديكاليات أو الأيديولوجية النسوية المهيمنة كما يقول [ الان دو بنوا ]

أما فيما يخص تطرق النسويات للعناوين المثيرة للجدل كـ " الاغتصاب الزوجي " والتاكيد عليه دائما ، هو في الحقيقة يعود إلى فكرة " شولاميث فايرستون " التي تقول « أن المرأة تبني نفسها منذ الطفولة من خلال وضع نفسها في حالة من الاعتماد على الرجال وأن مثل هذا التنظيم للاختلاف الجنسي يفرض على النساء فرضا ؛ فعليهن أن يقطعن مؤقتًا - على الأقل - علاقاتهن الجنسية من أجل تسريع تحلل الأسرة الأبوية التي تتمثل وظيفتها الوحيدة في إعادة إنتاج رهبتهم - بعبارة أخرى ، يجب أن ينفصل الجنسان من أجل التجديد »

لكن سرعان ما تذهب هذه النسوية الجديدة إلى أبعد من ذلك.. اذ لم تعد الانفصالية تعتبر كما لدى " فايرستون " عبارة عن "ضرورة مؤقتة" ، ولكنها باتت الطريقة الوحيدة الممكنة لتشكيل هوية أنثوية مستقلة ، تأسست على ثقافة متجانسة بقدر ما هي تقليدية إلى حد كبير ، ومن خلالها يتم اللحام بمجتمع يعترف بقيمه الخاصة .
-