Get Mystery Box with random crypto!

' الديمقراطية المشوهة ' يتداول في هذه الأيّام الكثير من الأش | حيدر البارون

" الديمقراطية المشوهة "

يتداول في هذه الأيّام الكثير من الأشخاص ، مصطلح الدّيمقراطيّة المشوهة ( بالأخصّ داخل العراق ، هذا البلد الَّذي يُعاني من أزمات مستمرة ، في ظل النظام الديمقراطي " ) فماذا يقصدون بتلك الجملة ! " الديمقراطيّة المشوهة "

قبل الإجابة يجدر بِنا توضيح ما قد يكونُ متفرعٌ ، لذلك وجب النّقّاش فِيه أولًا ، قبل التفرع في مضمون الكلام يجب ان نسأل ، من هو الدَّخيل على من ؟ هل نحنُ دخلاء على الديمقراطية، ام أنّ الديمقراطيّة دخيلةٌ علينا ؟ وأيضًا يجب أنْ نبين ، ماذا نعني بكلمة " الدخيل " أو من هو الدَّخيل على الاخر ؟

اقصد بالدخيل هو ما لم يخرج من المجتمع ، وما يتمَّ في تكوين الأمّة ، قد يسأل سائل ، ماذا تُقصد في كلامك عن " ما لم يخرج من المجتمع " لتوضيح هذا ، يجب أنّ نعرف أنّ فلسفة الأمم ، وتراثها جزءٍ من طباعها وانصياعها عموماً ( وهذا بحثٌ آخر لإنه سيظل غامض بَعض الشيء ) وللعودة في تاريخ الأمّة والمجتمع والجماعة نعرف بأن الديمقراطيّة الليبرالية - كما يقُولُ الان دو بنوا : نشأت من رحم المسيحيَّة اليهوديّة وهي نتاج تفاعل ذلك المجتمع .

يجب الوقوف على جملة الديمقراطية المشوهة ، وماذا يقصدون بذلك المصطلح ، يمكن ان يرفض الفرد الليبرالي الامريكي الديمقراطية الموجودة في روسيا ، واعتبار بوتين ديكتاتور - بالمثل يمكن ان يرفض الشيوعي ، الديمقراطيّة الليبرالية بأعتبارها مشوهة كنظيره الليبرالي، وهكذا .

على سبيل المثال فيما تم ذكره اعلاه بخصوص الديمقراطية المشوهة لاحظ "جورج أورویل" أن المدافعین عن كل أنواع الانظم, دائما یزعمون أنھا دیمقراطیة" ھذا لیس بجدید, ففي عام 1849 كتب [ Guizot ]عن قوة كلمة الدیمقراطیة, بحیث لا یجرؤ أي حزب أو حكومة على رفع رأسه، أو یعتقد أن وجوده ممكن دون ان یحمل تلك الكلمة المنقوشة على رايته "

وبالعودة إلى مفهوم الديمقراطية " فان الديمقراطية بافضل معانيها متجذرة في التاريخ المؤسسي والسياسي في اوروبا ، ومن ناحية أخرى ، ترتبط الديمقراطية الليبرالية ارتباطًا وثيقًا بالمسيحية . وبالعودة إلى غُوستاف فإن الأنظمة والقوانين الجذرية ( اي الأنظمة الَّتي لا تراعي طبائع الأمم وتراثها ، ستبقى مجرد قشور لا تنفع بل تضر وتؤدي إلى الفوضى ، وهذا ما نراه اليوم في العراق والوطن العربي عامةً، والذي فرضت عليه الديمقراطية الليبرالية .

بالعودة إلى الديمقراطية ، من الجدير بالذكر ان النقد هنا موجه للديمقراطية الليبرالية ، وليس الديمقراطية اليونانية ، ومن الغريب ان يتم مقارنة الانظمة الديمقراطية بالمعيار الليبرالي ، وباعتبار ان الانظمة الديمقراطية اقل او اكثر ديمقراطية بالاستناد الى المعيار الليبرالي ، اوليست النتيجة عكسية ؟ بمعنى ولدت الديمقراطية في اثنيا في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، وبالتالي وبالعود إلى جذر الديمقراطية ، هي التي تمثل الديمقراطية الحقيقية ، واذا كانت الديمقراطية الحالية تختلف عن الديمقراطية أثينا ، فانها تختلف عن الديمقراطية بذاتها - اي انها غير ديمقراطية ، وليس العكس بمعنى معيار الديمقراطية وتحديده بكونها ديمقراطية او غير ديمقراطية بالاستناد الى الديمقراطية المعاصرة ، هذا محض هراء ان لم يكن خداع يُمارس على الشعوب .

كما يقول الكسندر دوغين " إن مفهوم "الديمقراطية" ليس محايدًا وليس دليلاً على نفسه ، لا يمكن مناقشة الديمقراطية اليوم بموضوعية ، إنه ليس بمفهوم محايد: وراء "الديمقراطية" ، كنظام سياسي ونظام قيم مطابق ، يقف الغرب وأوروبا والولايات المتحدة انها عقيدة كونية بالنسبة لهم اي ان"الديمقراطية" هي شكل من أشكال العبادة أو أداة من أدوات الدوغماتية السياسية .
من يشكك فيها يقع خارج مجال الصواب السياسي ، المعارضة الهامشية مسموح بها ؛ لكن إذا كانت أكثر من هامشية ، فإن الديمقراطية تضع آلات القمع ضد بدائلها مثل أي نظام وأي أيديولوجية وأي دين مهيمن، لا يمكن الحديث عن "الديمقراطية" بحيادية، لهذا السبب في المناقشات حول الديمقراطية يجب أن نقول على الفور ما إذا كنا نؤيدها تمامًا أو نعارضها تمامًا، سأرد بصراحة شديدة: أنا ضدها ، لست مستعدًا لقبول أي شيء دون تفكير أو نقد على الإيمان ، حتى لو كان الجميع يؤمن به ، والأهم من ذلك ، إذا كان هذا مصحوبًا بتهديد مستتر (أو واضح) سأبدأ بحقيقة أن العقل ينصحني برفض جميع الاقتراحات ، لا أحد يستطيع أن يعطينا الحرية ، إما أنه موجود أو لا ( إما أن يكون لدينا أو لا ) العبد سوف يحول حتى الحرية إلى عبودية ، أو على الأقل إلى خداع ، والشخص الحر لن يكون أبدًا عبدًا حتى في الأغلال ، من وقته المستعبد لم يصبح أفلاطون أقل حرية أو أقل ، بينما ما زلنا نلفظ اسم الطاغية ديونيسوس بازدراء ، فمن منهم عبد؟