يرى [جينون] ان مصطلح الحضارة وارتباطه بالتقدم ، في الواقع من ا | حيدر البارون
يرى [جينون] ان مصطلح الحضارة وارتباطه بالتقدم ، في الواقع من المبتدعات العهد الحديثة - ويقول ان المنتمين للحضارات ذات المرجعيات الروحية لا يهمهم بالدرجة الأولى التقدم المادي للحضارات المادية - بالمثل قد نبه جاك بانفيل مؤرخ فرنسي « على أنه إذا كانت فعل " تُمدّن " أو " تحضر " بالمعنى الذين نعطيه اليوم له قد وجد سابقًا عند الكُتاب من القرن الثامن عشر فإن اسم المدينة او الحضارة لا نعثر عليه إلا عند الاقتصاديين في العصر الذي سبق مباشرة الثورة الفرنسية .
وكذلكفيالعصورالقديمةالتينعيشاليوم ميراثهالمتوجدكلمةتؤديالمعنىالذينفهمهمنلفظةحضارة،إنحياةالكلماتليستمستقلةعنحياةالافكار، فكلمةالحضارةالتيأستغنىعنهااسلافناربمالأنهمكانواحائزينلهاحقا، وإنهذهاللحظةلمتشتهرالافيالقرنالتاسععشربفعلتأثيرأفكارحديثة(الاكتشافاتالعلميةوتطورالصناعةوالتجارةوالرخاءوالرفاهيةصنعوانوعامنالحماسبلمنلغلو في استشراف المستقبل .
ومفهوم التقدم اللامحدود الذي ظهر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر سهما في إقناع الجنس البشري بأنه قد دخل في عصر جديد و عصر الحضارة المطلقة.
وان الفيلسوف والاقتصادي إن فوربيي ( مؤلف كتاب العالم الجديد الصناعي والاجتماعي ) هو الذي اطلق على العهد المعاصر عهد الحضارة ، فالحضارة وان استخدمنا هذه الفظة لكونها متعارف عليها - هي درجة الترابط مع الايديولوجية التقدمية.
ولقد أصبح معنى هذه اللفظة المفهومة عند الجميع رغم كونها لم تحد من طرف أي شخص : يشمل في نفس الوقت التقدم المادي والتقدم الاخلاقي وكل واحد منهم مساند للاخر ومتحد معه بلا انفصال .
فان كلا هاتين الفكرتين "الحضارة " " والتقدم " المرتبطين بكيفية وثيقة لا يرجع تاريخهما الا الى النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، اي إلى عصر شهد فيه مولد المذهب المادي .