- عندما ناقش كارل شميث مفهوم السيادة كان عارفًا بأدق التفاصيل | حيدر البارون
-
عندما ناقش كارل شميث مفهوم السيادة كان عارفًا بأدق التفاصيل للهيمنة الأطلسية ومحو كل سيادة تباشرها دولة غير ديمقراطية بالمعنى الليبرالي من خلال أمور كثيرة - هيمنة السوق جزء لا يتجزء من هذه الأدوات ، على سبيل المثال مارست الولايات المتحدة عزلًا لا مثيل له على العراق أبان حكم البعث - كان نظام العقوبات مثالًا على الحجر على السيادة الوطنية ، ضرب السيادة من أولويات النظام الاحادي الغربي في هيمنته .
عقيدة محاربة الارهاب باسم الانسانية والديمقراطية - والتقدم … ، جميعها أدوات هذه الهيمنة القطبية الأحادية بعد نهاية الاتحاد السوفيتي .
والعولمة من العوامل الجوهرية في تقييد السيادة الوطنية ؛ التي لاحظها شميث ؛ بإعتبار الأسواق المترابطة تحد بصورة متزايدة من الخيار السياسي ( الذي ناقشه شميث فيما يخص إبعاد " المفهوم السياسي " ) التي تستطيع الحكومات اتخاذه .
بالمثل ضغط " العالم الافتراضي ( التقنيات المعولمة ) في بداية الحرب الاوكرانية - الروسيا - بحيث فرض المحور الاطلسي سياسته الاقصائية على الروس وكل من يدعمهم من خلال هذه الأدوات لضرب السيادة الروسية …
كل الوسائل الغربية " الكوزموبوليتية ، وأدواتها هي وسيلة للحد من السيادة كما يقول شميث . بدون هذه الكوزموبوليتية الغربية لا يوجد قطب أُحادي . استطاعت روسيا والصين - ولو بشكل معقد من التخلص بشكل غير كامل من هذه الكوزموبوليتية الغربية وهي الآن تواجه هذه الأدوات بشكل لا يصدق .