Get Mystery Box with random crypto!

دائما ما أشاهد تعقيبات حول النهب والتدمير للمؤسسات التي حصلت أ | حيدر البارون

دائما ما أشاهد تعقيبات حول النهب والتدمير للمؤسسات التي حصلت أيام " الفرهود " من قبل الرعاع، وكأن الأمر عندهم يفسر برمته ؛ للتراكمات ولا شأن للصراع الهوياتي الثانوي الذي نشطته الديمقراطية : هذا التفسير موجود في تحليلات الليبراليين وتفسيراتهم فيما يخص التنكل الذي تديره الدولة ( في زمن البعث ) يكون تعقيبهم غالبًا : إن الفوضى العارمة وحتى اليوم هي نتاج السابقات وليس ما حدث بعد الاحتلال والنظام الذي أرادت الولايات المتحدة تحقيقه ( إنني لا انكرُ التراكمات السابقة ولكن مع هذا لا أهملُ دور النظام الهجين - الذي جاء بعد الاحتلال وأيضًا لا أهمل الغرائز والسلوكيات البشرية ، اعني مثلا ما يحدث عندما تنهار الدولة في أي مجتمع ، بغض النظر اذا كانت الدولة تنصاع للنظام الديمقراطي أو الديكتاتوري - مثال بسيط عن ذلك في الاحتجاجات الاخيرة في ايام ترامب وبعد ترامب " الجمهوريين- والديمقراطيين " وهي تتبع الليبرالية الديمقراطية ! ماذا حصل ؟ تماما كما حصل أيام الفرهود بالعراق ولكن بوتيرة اقل ، السلوك البشري والغرائزي هو هو في كل مكان ، عندما ينهار هذا الوحش البارد ( الدولة ) تحصل هذه السلوكيات . فلا أعلم لماذا هذا التفسير المجحف على السابقات من الانظمة غير الانظمة الديمقراطية الليبرالية !

الفرهود وتدمير المؤسسات وغيرها كان بأيادٍ غربية واضحة - لتدمير كل شيء مرتبط بالأنظمة السابقة ( العقوبات والحصار الذي دام ثلاثة عشر سنة وحل الجيش واعادته واحدة منها ) ( وهذا نجده ايضا بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي ) . ناهيك عن اتباع أساليب التجويع الاقتصادية التي مارستها الولايات المتحدة قبل الاحتلال من اجل الديمقراطية والأيديولوجية الانسانية ( حقوق الانسان ) الغربية ، كما يقول شميث « . إن مفهوم حقوق الإنسان - أداة ذات فائدة خاصة للتوسع الإمبريالية ، كما أنها في صيغتها الأخلاقية- الإنسانية ، أداةٌ نوعية في يد الإمبريالية الاقتصادية ، وهنا تحضرني كلمة تعود إلى [ برودون ] تقول بعد تعديل بسيط « مفهوم حقوق الانسان » مفهومًا مخادعًا، ولأن المرء لا يستخدم هذه الكلمة دون مراد ما ؛ فإن تصدُّر كلمة ( الإنسانية) والاعتماد عليها ومصادرتها ، كل هذا قد لا يختبىء وراءه سوى مسعى نزع النوعية الإنسانية عن العدو ، واستباحته بصفته « خارج القانون والإنسانية » ودفع الحرب بذلك إلى أقصى وحشيتها [١] لكن بصرف النظر عن امكانية التجبير السياسيّ العالمي لمفهوم الإنسانية اللاسياسية ، فإنه ثمة حروب تخوضها ( الإنسانية) لانها ليست مفهوم يدخل ضمن الأيديولوجية الإنسانية الغربية . »

كل هذه الفوضى يتم تفسيرها على تراكمات الماضي من اجل إبعاد الفشل الحقيقي للانظمة الهجينة التي أرادت ان يبقى العراق هكذا ، وإبعاد كل الشبهات التي تتعلق بالديمقراطية الغربية لصنع هويات سياسية حزبوية لكي يواصل الاضطراب السياسي مهمته ، هكذا اخواني هؤلاء دائما تراهم يتبجحون بالفشل التطبيقي لا من النظام بل من الناس ( وهذا ليس تذرعًا كاذبًا كله ، فيه من الصحة شيٌ - كون النظام الديمقراطي يأتي من الاسفل وهذه حقيقة ، ومعنى ان يأتي من الاسفل يعني فشلًا لا مثيل له ) عموما الوضع الحالي في العراق يسمونه صراع من أجل الديمقراطية lol .