Get Mystery Box with random crypto!

مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ ـــبْاَءْ.cc @Montda_alkotba ‏────────── | ❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

مُنْتَـدَىٰ.الْخُطَــ ـــبْاَءْ.cc
@Montda_alkotba
‏─────────────
خطبه.جمعه.مكتوبه.بعنوان.cc
_^((
#العدل_في_حياةالمجتمعات_والأمم ))^_

☜|•
الخطبــــه.الاولـــــــــى.cc
❁══❁❈۩❉۩❈❁══❁
الحمد لله العظيمِ في قدرِه،
العزيزِ في قهرِه، العليمِ بحالِ العبد في سرِّه وجَهرِه،
يسمَع أنينَ المظلوم عندَ ضعفِ صبرِه،
ويجودُ عليه بإعانته ونصرِه،
أحمده على القدَر خيره وشرِّه، وأشكره على القضاءِ حُلوِه ومُرِّه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآياتُ الباهرة، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ} [الروم:25]،

يا طالب الدنيا الدنية إنــها ×××
شرك الردى وقرارة الأقذار ..
دار متى ما أضحكت في يومها ×××
أبكــت غداً تبا ًلها من دار ..

وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، جاهَد في الله حقَّ جهادِه طولَ عُمُره وسائرَ دهرِه،
صلَّى الله عليه وعلى سائر أهله وأصحابه ما جادَ السحابُ بقطرِه وطلَّ الربيع بزَهره، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

أما بعــد : -
عبـــــــاد الله : -
العدل سنة ربانية وقيمة حضارية وضرورة إنسانية دعا إليها الإسلام ،
وأمر بها وحث عليها ورغب فيها لتكون سلوكاً وواقعاً يمارسه الأفراد في جميع جوانب حياتهم ، وتمارسه المجتمعات والأمم في كل شؤون حياتها ،،،
لأن العدل سبباً من أسباب سعادتها وأمنها وصلاح أبنائها وازدهار حضارتها ورقي مجتمعاتها...
قال تعالى ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ (النحل/90)..

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن المقسطين عند الله على منابر من نور ، عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا )) رواه مسلم ، ( جـ 12 ، ص 211 ) ..

ويقول ابن قيم الجوزية ( ت 597 هـ ) : ( إن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله ، وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط ، وهو العدل الذي قامت به الأرض والسماوات ، فإذا ظهرت إمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان ، فثم شرع الله ودينه ) ..

وبالعدل تحفظ الحقوق وتكفل الحريات وتقام الشرائع وتؤدى الفرائض ويأمن الخائف،،
ولذلك عندما اشتد إيذاء قريش للمسلمين في مكة وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب وصور الاضطهاد بسبب إيمانهم بالله وإتباعهم لرسوله صلى الله عليه وسلم كان لابد من البحث عن ارض أخرى وبلاد أخرى ليقام الدين وتؤدى الفرائض ويذكر فيها اسم الله ويأمن فيها الإنسان على طعامه وشرابه وحريته وكرامته بل حتى حياته ...

عندها أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة ليسظلوا بظلال العدل...

عن أم سلمة؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لاَ يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ؛ فَالْحَقُوا بِبِلاَدِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ" [ البيهقي في السنن / 18190، والألباني في السلسلة الصحيحة/ 3190] ...

ولذلك عندما يغيب العدل في حياة الأفراد والمجتمعات فإن ذلك يؤدي إلى ضعف القيم وفساد الأخلاق وظهور الخلاف والشقاق وفساد ذات البين وقطع الأرحام وقسوة القلوب ويظهر الظلم بجميع صوره ويتسلط العدو وتهضم الحقوق وتعطل الحدود وتنهار الدول وينحسر المد الحضاري وغير ذلك،،،

وإذا تعطلت قيمة العدل في حياة أمة من الأمم إلا وحلت فيها بسبب ذلك آفاتٍ جائحةً، وزوايا قاتلةً، وبلايا مهلكةً، وفقرًا معوزًا، وذلاً معجزًا، ...

قال الإمام الماورديّ رحمه الله : "إنّ ممّا تصلح به حال الدّنيا قاعدة العدل الشّامل، الّذي يدعو إلى الألفة، ويبعث على الطّاعة، وتعمر به البلاد، وتنمو به الأموال، ويكبر معه النّسل، ويأمن به السّلطان، وليس شيء أسرع في خراب الأرض، ولا أفسد لضمائر الخلق من الجور؛ لأنّه ليس يقف على حدّ، ولا ينتهي إلى غاية، ولكلّ جزء منه قسط من الفساد حتّى يستكمل .. "(أدب الدنيا والدين للماوردي (141).)...