Get Mystery Box with random crypto!

أيها المؤمنون /عبــاد الله : - ز لما كان العدل بهذه الأهمية | ❁مُنْتَـدَىٰ الْخُطَــ✍ـــبْاَءْ❁

أيها المؤمنون /عبــاد الله : -
ز لما كان العدل بهذه الأهمية في حياة

الأفراد والمجتمعات والأمم فقد أمرنا الإسلام بإقامته في هذه الحياة وجعله سمة للتقوى وطريق للفلاح وسبباً للنجاة يوم القيامة ،،،
قال تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) (المائدة/8) ...

وكان صلى الله عليه وسلم يمارس العدل سلوكاً واقعاً في الحياة ويدعو إليه ويرغب فيه ليقتدي به أصحابه وأتباعه من أبناء هذه الأمة إلى قيام الساعة ...

وانظروا إلى هذا الموقف الرائع في العدل فقد كان صلى الله عليه وسلم يعدّل صفوف أصحابه يوم بدر وكان في يده قدح يعدل به وكان (( سواد بن غزية )) خارجاً من الصف فطعن بطنه بالقدح وقال استو يا سواد . فقال سواد : يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل قال : فاقدني . فكشف الرسول صلى الله عليه وسلم على بطنه وقال استقد ( اقتص ) يا سواد ثم قام سواد وقبل بطن المصطفى عليه الصلاة والسلام حباً له حتى يكون آخر العهد أن يمس جلده جلد النبي صلى الله عليه وسلم )) ، (أبن هشام /جـ 2 ص ، 202 ) ...
ومفهوم العدل ومعناه أن لا يكون هناك ظلم وأن يعطي كل ذي حقٍ حقه في جميع أمور الحياة ...
وهو بذلك لا يقتصر على أمور الحكم والقضاء وحسب بل إن العدل يشمل كذلك العدل مع النفس والأهل والأولاد والموظفين والعمال والطلاب وهو مطلوب كذلك عند أداء الشهادة وكتابة العهود والمواثيق وفي الأقوال وما ينطق به اللسان وفي الصلح بين المتخاصمين حتى أمر الإسلام بالعدل مع المخالفين في الدين والعقيدة والنسب والرحم ...

عن النعمان بن بشير قال : (( تصدق عليّ أبي ببعض ماله فقالت أمي عمرة بنت رواحة : لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنطلق أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهد على صدقتي فقال له رسول الله عليه وسلم : أفعلت هذا بولدك كلهم ؟ قال لا قال : اتقوا الله واعدلوا في أولادكم فرجع أبي فرد تلك الصدقة )) رواه مسلم ، ( جـ 11 ، ص 67 ) ...

وفي جانب العدل بين الزوجات قال تعالى (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء/3] ...

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ". رواه أبو داود (2133) ، والنسائي (3942) ، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 3 / 79 ) ..

والعدل المطلوب بين الزوجات ليس في الحب وميل القلب تجاه هذه أو تلك فهذا مما لا يقدر عليه المرء ولا يؤاخذ عليه ولكن العدل المطلوب في المعاملة ، والعدل في القسمة ، والعدل في المبيت ، والعدل في النفقة ، والعدل في الحقوق الزوجية كلها ، حتى الابتسامة في الوجه ، والكلمة الطيبة باللسان ، وهذا هو المطالب به الأزواج ...

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه" . رواه : البخاري (9/387) مسلم (15/209)

وهذا من تمام عدله صلى الله عليه وسلم ..

وفي جانب العدل في الأقوال والشهادات ينبغي للمسلم أن لا يقول إلا حقاً وصدقاً مع القريب والبعيد وأن يربأ بنفسه عن قول الزور وشهادة الزور قال تعالى(وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ) (الأنعام: 152)..
وفي جانب الإصلاح بين المتخاصمين قال تعالى ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (الحجرات9) ...

وهناك العدل المطلوب من المدير تجاه موظفيه فلا يظلم أحد من موظفيه ولا يتعدى على حقوقه ولا يحمله فوق طاقته ولا يحرمه من ترقية او درجة كان جدير بها ...

ومن ذلك عدل المعلم مع طلابه في تربيتهم وتعليمهم وقد أورد ابن سحنون بإسناده عن الحسن قال:"إذا قوطع المعلم على الأجرة فلم يعدل بينهم - أي الصبيان - كتب من الظلمة" (آداب المعلمين لابن سحنون . المطبوع في نهاية كتاب المذهب التربوي عند ابن سحنون (115) ...

وقال في موضع آخر:"وليجعلهم با لسواء في التعليم، الشريف والوضيع، وإلا كان خائناً".. وفي جانب العدل مع المخالفين في الدين والعقيدة لم ترى البشرية عدل كعدل الإسلام وسمو أخلاق أتباعه عندما التزموا دينهم ...