2021-06-02 14:04:08
عن وثائقي "الجهادي" المتحدث الجولاني وهيئتهالوثائقي يقدم من منظور أميركي بحت، ويختصر كثيرا من الكلام عن سياسة أميركا، وتحركاتها المستقبلية بما يخص الثورة السورية.
قبل سرد ما لفت نظري فيه لابد من رد على اسطوانة جالدي الذات من قبيل ( الجولاني الوحيد يلي قدر يضب الكل ) ( شوفو إدلب شلون صارت ) ( الهيئة رغم كلشي أحسن من هدول عالأقل راس واحد ) إلخ...
الجولاني برأيي عميل، وهيئته تنظيم سرطاني وظيفي حقن بجسم الثورة لتفتيتها، وما يعده البعض نجاحات أقرأه في سياق الإرادة الدولية الخفية لصعوده، ولا أنكر أنه قد يتمتع ببعض مزايا شخصية، وقليل من حنكة، مقارنة بالقيادات الثورية التي لا تملك جرأة اتخاذ القرار، ولا مهارة الاستفادة من تجارب الغير.
أما بخصوص الوثائقي فأقول:
*) ليست الغاية منه تلميع #هتش بقدر ما هي تسويق وجهة النظر الأمريكية الحالية للصراع في سوريا ( الديكتاتور العلماني ضد الإسلاميين الإرهابيين ).
*) تعامل المذيع مع الجولاني خليط من المهارة والازدراء لشخصية الضيف الذي لا يستحق أي تقدير، وأسلوبه بحصر الجولاني بالزوايا، واستعمال تكتيك ( شايفك بس عايفك ) مع ما أظهره الجولاني بلغة جسده وكلامه من إشارات تدل على التوتر والكذب، رغم محاولته أن يبدو محببا وهادئا كل ذلك ينصب في فكرة ( ملفك عندنا سميك، لذلك قدم تنازلات أكثر ) فهم يعرفون ضعف الجولاني ويستغلونه جيدا، في سبيل ابتزازه وحلب مزيد من المكتسبات منه
المقابلة أعادتني لذكرياتنا مع برنامج الشرطة في خدمة الشعب، والمذيع علاء الدين الأيوبي، وتوقعت في أي لحظة أن يسأل المراسل الأميركي الغامق الجولاني ( ندمان يا ابني أنك كنت قاعدة وجهادي؟! ) ليرد الجولاني ( والله ندمان يا سيدي، وبنصح كل الشباب يلي غلطو هالغلط متلي أنهن يتوبو ويصيرو معتدلين ).
*) فكرة الوثائقي التي تختصر رؤية الإدارة الأمريكية الحالية أن الجولاني مجرم كاذب لكنه الخيار الأقل سوء، ونحتاج التعامل معه.
*) عمد الوثائقي للمبالغة بالتركيز على جرائم القاعدة في العراق، وعملياتها ضد الأمريكان، ففي الأولى تم إغفال دور العصابات الشيعية الطائفية البادئة ( جيش المهدي وفيلق بدر ) في المجازر الطائفية ضد سنة العراق، وفي الثانية تم نسف جهود فصائل المقاومة العراقية من غير القاعدة.
*) ذكر الوثائقي أن سجن بوكا وبرغبة أميركية، كان أشبه بالمعكسر الإعدادي للقاعدة، وكيف أنه الحاضن الذي أنشأ وخرج كثيرا من المجرمين التكفيريين لاحقا، كل ذلك بعلم أميركا وتسهيلها ورضاها.
*) حصر الوثائقي أسباب الثورة السورية بالناحية الاقتصادية فقط ( جفاف / فساد / ارتفاع سعر الغذاء ) علما أن كل السوريين يعرفون السبب الرئيس والمباشر للثورة هو إجرام النظام وطائفيته.
*) من العبارات السامة في الفلم أن هناك اشتباه في قصف الأسد للأحياء التي تؤوي مقاومين!!!.
*) لم يتم التطرق لتشكيل الجيش الحر ودوره، ما يفهم أننا كنا نتلقى الصفعات إلى أن أتانا المهدي المنتظر ( الغامق الجولاني ) مع حوارييه الستة لينقذونا!!!
وحين تم الإشارة للجيش الحر كانت عبر ربطه بالمخابرات الأمريكية...!!!
*) من الهبدات القوية في الفلم أن الجولاني أخفى علاقة النصرة بالقاعدة ولم يرد استنساخ تجربة العراق!!!!
( هاي حيييل قوية ) بصوت الراحل صدام حسين.
*) استغل الفلم أخطاءنا السابقة الناتجة عن العاطفة وقلة الاطلاع يوم كنا غالبيتنا مخدوعين بالقاعدة.
*) الخلاف الحقيقي بين النصرة وداعش بعيدا عن مهاترات وجدالات العقيدة هو *المال* .
*) من الأفكار الخطيرة والمغلوطة معا هو تصوير العلويين أنه مجتمع أقلية دينية صغير ومتماسك ومتحالف مع الأسد، وقدموا آلاف القتلى في قتال داعش والنصرة، للحفاظ على نمط الحياة العلماني ضد التأثيرات الإسلامية!!
متناسين تورط الطائفة بغالبيتها الساحقة ومنذ ستينيات القرن الماضي بجرائم ضد السوريين بجميع طوائفهم، والدور الذي لعبته في إدخال المحتلين الأجانب، والعبث باستقرار سوريا، مع تصوير المناطق التي يسكنونها على أنها مناطق آمنة وعامرة على عكس مناطق السنة ( طبعا سبب ذلك حسب الفلم هو عدم إيوائهم للإرهابيين )، وأن شبيحتهم يحمون المدنيين العلويين في قراهم باللاذقية من إرهابيي النصرة!!!!
إذن من ارتكب مذابح القبير والتريمسة وكرم الزيتون والحولة؟!
*) تعتيم جرائم إيران وحزب الله مقابل تسليط الضوء على جرائم روسيا.
*) من الأفكار الخطيرة جدا بالفلم حصر الثورة بين هتش وداعش من طرف، وبين فصائل أنشأتها ودعمتها المخابرات الأمريكية من طرف ثان.
*) من الكوارث تلميع حكومة الإنقاذ، وتقديمها أنها "نظام استطاع أن يثبت نفسه بنظام حكم إسلامي!!!!"
هذا الكلام لن أرد عليه وأحيل القارئ للفديو الخاص بأبي العبد أشداء وتفصيله بهذه النقطة.
@motaznasser
574 viewsedited 11:04