2021-05-31 19:52:00
كذبة #حل_سياسي من الكذبات التخديرية التي تسوّق من جموع المنهزمين نفسيا وحتى الخونة، ويصدقها بعض السذج كذبة #الحل_السياسي وغالبا تأتي بعبارة كالتالي (
لا يوجد حل في #سوريا إلا حل سياسي ) والغاية من تسويق هذه الفكرة المناقضة أولا لمفهوم الثورة، ثم لسنة البشر في الصراع عبر الزمان هي تكريس الانهزامية وإلقاء السلاح في آخر عمر النظام المجرم بغية إنقاذه .
الحل السياسي يعني دخول الثورة والنظام في صيغة حل مشترك، وهذا الأمر بحد ذاته مناقض لفكرة الثورة ( وهي الصراع الصفري على السلطة بين قوة حاكمة ومتمردين عليها، وهو صراع لا يقبل القسمة على اثنين )، ولو كان هذا الاحتمال موجودا أساسا عند النظام لما أوصل نفسه وأوصلنا لهذه المرحلة، بل لما خرجت الثورة من أساسها، ومع ذلك كيف نطالب بإسقاط النظام لأنه مجرم وغير شرعي وسبب كل البلايا _ بزعمنا _ ، وبنفس الوقت نجلس معه لتقاسم السلطة والخروج بصيغة اتفاق تجمعنا فيه بذريعة إنقاذ البلد؟!
أي جنون هذا ؟!
الحلول السياسية لأوضاع مشابهة للوضع السوري مثل #اتفاق_الطائف و #اتفاق_دايتون رُسِمَت خطوطها بناء على تفوق جبهات عسكرية، ومعارك طاحنة أعطت أفضلية وقوة لبعض الأطراف، إما لفرض إرادتها بالكامل، أو لتحسين موقفها التفاوضي، أما أن نلقي سلاحنا، ونحارب ثوارنا ونشيطنهم، ونسلّم رقبتنا للحليف والعدو، ونولّي أمورنا المهزومين نفسيا، والسفهاء، والمشكوك بإخلاصهم لفكرة الثورة، وكل ذلك بذريعة الحل السياسي، والواقعية السياسية، وإرادة الدول، فذلك والله الانتحار الذي ما بعده إلا النار!!!!
لِمَ لا نتعلم من تجربة النظام ضدنا؟ يرسل وفده المهني المخضرم لحضور جلسات ما يسمى اللجنة الدستورية، ويستطيع بسبب صلابة موقفه، وتماسك صفه، ومركزية قراره، وحِرَفية أعضاء وفده فرض ما يريد، وتعطيل ما يريد، معتمدا المراوغة وكسب الوقت، بينما يتهافت السذج المنقسمون المحسوبون علينا لحضورها دون أي سابقة ممارسة سياسية، أو رصيد شعبي، أو تمكن أكاديمي، أو حيازة أوراق قوة يمكن استثمارها للضغط، بل حتى مصطلح الضغط والابتزاز لتحصيل المكتسبات غير موجود مطلقا بقاموسهم السياسي الضحل!!!!.
بنفس الوقت يراوح النظام بين حليفين قويين، يصنع قراره وقوته من مساحات التقائهما واختلافهما على السواء، ويحافظ على الحد الأدنى من وجوده وقراره واسمه، ولا يمل من التواصل مع الدول والمؤسسات لتحييدها ما استطاع، أو كسبها لصفه إن أمكن، كل ذلك وهو يجهز الأرتال العسكرية، ويسلح شبيحته ويدربهم، ويتربص بالمحرر الضعيف لحظة الانقضاض، دون أي اعتبار لأي حل سياسي، أو مواقف دولية...
بصراحة النظام قادر على فهم السياسة أكثر من أعدائه، فتعريفها لديه هو مراوغة العدو وتشتيت انتباهه وإشغاله بالتوافه، لكسب الوقت والإعداد للضربة القاتلة ...
وأيضا النظام يفهم لعبة السلطة أكثر من أعدائه، فهو يعي تماما أنها لا تقبل القسمة على اثنين، لذلك من عشر سنوات وحتى سقوطه القريب بإذن الله سيرفض أي مشاركة لأدنى سلطة لديه مع منافسيه، وإن قبل فما هو إلا إجراء مرحلي لالتقاط الأنفاس لانقضاضة جديدة تمكنه من الاستفراد بالسلطة مجددا .
قد يسأل البعض إذن ما الحل والبديل
ما نمر به رغم وحشيته وصعوبته، وحالنا المأساوي إلا أنه طبيعي في تاريخ الشعوب والصراعات على السلطة، وغالبا نجد الدول العظيمة القوية بنيت بعد الصراعات الدموية الطويلة ( سواء حرب تمرد ضد سلطة حاكمة، أو حرب تحرير ضد عدو محتل )، لكن بشريطة انتصار طرف على الآخر، والحالة السورية ليست استثناء، ومن الطبيعي بجو صراع مماثل أن يأخذ المنحنى البياني للثورة ارتفاعات، وانخفاضات، وانعطافات، لكن لو قسنا التقدم لنا وللنظام من النقطة صفر ( بداية الثورة ) لوجدنا أن خطنا البياني في تصاعد مستمر، رغم الانكسارات والانعطافات التي عرقلت الوصول للذروة لكنها لم تحرفه أو تمنعه، بينما خط النظام البياني في تراجع وانكسار وانحدار رغم الارتفاعات الطارئة بمسيرته، بمعنى أن ميزان القوى بالمدى البعيد ولمجرد صمودنا يميل تدريجيا لصالحنا بما يمكننا من إزاحة النظام تماما، وكلما كان أخذنا بأسباب القوة أكثر، كلما كان ميلان الميزان لنا أسرع وأكبر.
لذلك يا معشر المؤمنين بالحلول السياسية، والشرعيات الدولية، طريقكم بذلك هو طريق ذات الشوكة الذي تكرهونه وتفرون منه، فشرعيتك وحلك المنشودان يحققهما لك فوهة بندقيتك، وصلابة ذراعك، أما جولات التفاوض، والتصريحات الإعلامية، ومؤتمرات الأصدقاء والداعمين فهي سراب خادع في الصحراء .
معتز ناصر ( جاد الحق )https://t.me/motaznasser
229 viewsedited 16:52