2021-05-05 23:57:22
التأنيب .. وألم التأنيب ..
التأنيب اعتقاد منك بانك ملزم بأمر ما ..
قد يوحي لك شخص في البداية ويؤنبك .. ثم يدخل النظام في جسدك وخلاياك وتبدا تستخدمه في المواقف ومع الناس..
وقد تستيقظ يوما ما لتجد أن لا أحد يؤنبك ولا شيء يؤنبك .. انما انت ادخلته من ضمن انظمتك واستمريت باستخدامه ظنا منك انك ملزم به ..
انت لست ملزم بشيء..
انت تستطيع ان تُلغي جميع الانظمة التي أُوحي لك بها ممن هم حولك .. او تعلّمتها من شخص في طفولتك ..
غالبا نحضر مشاهد في الطفولة ونرى أُناسا يظلمون أنفسهم بالتأنيب وبلا وعي منا نتقمّص شخصيتهم ونتبّع اسلوبهم ..
هؤلاء الاشخاص قدوتنا او نحبهم كثيرا لذلك نُقلدهم في ردود افعالهم في المواقف ..
تأنيب ان تكلمت
تأتيب ان تصرّفت
ثم نتدهور وتبدا مرحلة اخرى : تأنيب لو تكلمت
تأنيب لو تصرّفت
حتى تتوقف حياتي واضع كل الناس في الصف الاول قبلي حتى ارتاح من التأنيب ..
واترك للناس ما أُحب وما أُريد حتى يسعدوا ..
واخاف وأقلق ان أخطيء ويرحلوا لاني احبهم ..
وهل تظن كل هذا لا يؤثر على من حولك ؟ هل تظن ان لن يكون لهم ردة فعل مناسبه لما تشعر به ؟
سيتناسبون معك
سيتسغلون التأنيب ليأخذوا ما يريدون ..
لن يكفي ما تُعطي .. سيطلبون أكثر ..
انت دلّلتهم على حساب نفسك .. انت تخشى حزنهم .. رحيلهم ..
انت افسدت التعامل معهم
انت وضعتهم في الصف الاول قبلك ..
انت الغيت نفسك ..
انت اعطيتهم الاداة ليقلقوك ليشككوك..
مؤلم التأنيب قبل ان تكتشفه ومؤلم عندما تكتشفه ولا تعرف انه ليس الزامي عليك ..
تشعر انك ضعيف امامهم .. ولكنك ضعيف امام نفسك ..
تُقلّل منها أمام قبولك التأنيب ..
انت تُصغّر نفسك وتضخّم التأنيب ..
انت تعطيه الحق ان يُسيطر على حياتك ..
انت تظنه من برامج الحياة التي تحملها منذ ولادتك ولكنه في الحقيقة دخيلة عليك ..
انت تخاف ان تعيش بدونه ..
تظن انك تصبح شخصا سيئا بدونه .. تظن انه ميزان العدل حتى لا تظلم احدا ..
ولكنه السلاح الذي تُعذّب به نفسك حتى لا تسعد ..
هو الألم الذي يستخدمه الآخرون (بلا قصد منهم او بقصد ) ليتحكموا بك .. ليسخّروك .. ليخططوا لك حياتك ..ليسيطروا على مشاعرك ..
حياتك التي هي ملكك
مشاعرك التي هي نتاجك
اخذوها كلها .. وليتهم اكتفوا ..
يُريدون أكثر .. يريدون اسرع ..
مؤلم ما أقوله ومؤلم ان تعيشه..
ولكني اقوله الان لاني اريدك ان تتحرر ..
قيودك منك وحدك .. تأنيبك الان انت اخترت ان يبقى من ضمن برامجك الخاصة ..
مريح ان اكون أتألّم ولا ان اسبّب الالم لغيري ..
خطأ كبير ان يُحمّلك الغير سبب سعادته ..
كل شخص مسؤول عن سعادته ..
كل شخص مسؤول عن حياته ..
كل شخص مسؤول عن خياراته ..
انت تُسعد العالم ؟.. انت لست المسؤول عن ذلك ..
لا تتوهّم ان الله سبحانه وتعالى يريدك ان تظلم نفسك او ان تتألّم ..
مستحيل ..
الماضي انساه .. سبب دخول التأنيب في حياتك غير مهم ..
لن نتذكره جميعا لانه يبدا ونحن اطفال ننسخ ما يحدث حولنا دون وعي ولا نعرف نختار الافضل لنا ..
لكن الان لا
اليوم لك .. الآن لك ..
انت تستحق ان تعيش من هذه اللحظة دون تأنيب ..
اطفيء شعلة التأنيب .. اطفئها تماما من حياتك ..
هي ليست لك ..
هي لمن يريد ان يتالم بدلا من ان يحيا
هي لمن يريد الناس ان تعيش لانه لا يعرف كيف يعيش
انت مختلف
انت محب .. انت ترى الجمال .. انت تقترب من السعادة ..
ولكنك تحمل الشعلة الخطأ ..
كلما اقترب منك شيء جميل احرقته بهذه الشعله ..
اطفئها .. اطفئها لتسعد ..
اطفئها واوقد شعلة الحب ..
احب واعطي الكل كما تُرِيد ..
احبهم بطريقتك .. اتبع مشاعرك .. اتبع قلبك بعطائك لهم ..
تقدّم للامام اعط نفسك اولا لتستطيع ان تعطي الاخرين ..
تلمّس وابحث عن المحبة واملأ بها خلاياك ثم انشرها لمن حولك .. هكذا ستكون اقوى .. هكذا ستعطي اكثر ..ستعطي من امتلاء ولا تُستنزف ..
لا تضعف امامهم او امام نفسك ..
ستتغير وبالتالي يستغيروا..
ستكونون في حياة اجمل ..
سيتغيروا لانهم ضحية مثلك لبرنامج التأنيب
هم يريدون ايضا حياة حقيقية ..
سيتغيرون.. لن يوجد مُؤنِّب اذا اختفى المؤنَّب ..
مستحيل تجد حولك مؤنبين .. سيتغيرون
او يمارسون التأنيب على شخص اخر غيرك يقبل ..
اما انت : لن تقبل بعد اليوم
الا الحب والرحمة واللطف فيمن يتعامل معاك
ابدا اليوم #لتنعم_بحياتك
عبير الخويطر
99 views20:57
م
