2021-05-11 23:17:58
صباحاً ابحثُ و والدتي عن هديةٍ لِتاليا ابنتي الصغيرة ذات الثمانية أعوام، من متجرٍ إلى متجرٍ آخر ننتقي الهدية المثالية لفتاةٍ تحِبُّ الموسيقى و العزف، الرسم و تنسيق الأشياء.
مترددٌ لِساعات بين ألوانٍ لترسُمَ لوحتها الأولى او غيتارٍ لتعزف عليه!
التفكير بالأشياء المثالية دائماً ما يكون صعباً و والدتي بدأت بالبحث معي في قسمٍ آخر من المتجر، قسم التذكارات القديمة و القلائد، لم اعتقد يوماً بِأنها قادرة على اختيار هديةٍ تُعجبُ تاليا بسبب اختياراتها القديمة.
مساءاً فاجئتُ تاليا بدفتر رسمٍ و ألوانٍ و كُلِّ شيءٍ تحتاجهُ للرسم، بعدها بقليل اقتربت والدتي و طلبت من تاليا أن تُغمض كلتا عيناها و أخرجت لها سنسالٍ ذي تعليقة بنقوشٍ، فتحت تاليا عيناها و بَدَت فَرِحةً أكثر.
بدأت أمي تروي قصة التعليقة المستطيلة منقوشٌ عليها خريطة فلسطين و أعلاها ايةٌ قرآنية، امي مررت الرسالة لي من قبل و لِتاليا الآن بِأشياء بسيطة، كأن تخبر أولادك بحقيقة العالم بأنهُ ليس عادلاً و منصفاً و كيف يمكن أن يتحول الصوت الصارخ في وجهك إلى صمتٍ تام، أن تُخبر أولادك بعجزك عن نُصرة القضية فقمت بتمريرها لهم، أن تُخبرهم عن ناطقين باللغة العربية لا ينطقون سِوى الهَوى، أن تُخبرهم بِأنّ القدس قضية لا علاقة لها بلغةٍ او دين إنما تخازل من أنظمةٍ أغلقت السَّبل للزحف إلى القدس.
والدتي اليوم أخبرتني و لِتاليا عن القضية و اورثتنا إياها من جديد، كان تجديد ارثٍ بِالتزامن مع تجديد عهد أبطال الأقصى بأنّ الأرض لهم ما داموا بقيت.
الآن تاليا ترسمُ المسجد الأقصى كمحاولةٍ للوقوف بجانبهِ بِقلبِ طفلةٍ تكره الخطأ فِطرةً، و هي لم تدرك بعد ما هو اشدُّ وحشيةٍ من الاحتلال!
لِـ #أسامة_الهاشمي
- 11 مايو 2021
- فلسطين العربية تنتفض
@OsmaAlhashemi
294 views20:17
ا
