اعلمي -رحمك الله- أنّي إذا كتبتُ لك، فإنَّما هو قلبي ينبض تار | مَكْلوم
اعلمي -رحمك الله- أنّي إذا كتبتُ لك، فإنَّما هو قلبي ينبض تارةً شوقًا إليك، وأخرىٰ حزنًا عليك، وربّما أنَّ فخَفَت صوتُه، أو نادىٰ عليك فعَلَا قليلا، وما بدأ يومًا إلَّا بالسَّلام علىٰ روحك، ولا ختم إلَّا برجاء اللِّقاء بك. - ما تعوَّدتُ كثرةَ الالتفات قبل رحيلك إلىٰ ماضٍ ولّىٰ، فكنت أنهض إن تعثّرتُ لأكمل طريقي راضيًا متصبِّرا، حتَّىٰ فُجِعتُ بفقدك، فتعلّقتُ بالماضي، وعشقتُ الذّكريات، عَلِّي بذٰلك أحظىٰ بطيفٍ يؤنسني، أو أتنعَّم برؤيا تُعيد لي شيئًا مِن معنىٰ الحياة! - لستُ الوحيد الذي يفتقدك!
تحنّ إليك دفاترك الجميلة، وقهوة الصباح، والأرجوحة في فناء الدار، والعصافير التي كانت تشاركك الغناء، والنجومُ التي أنِسنا بها لياليَ طويلة…
يحنّ إليكِ الجمادُ، فكيف.. بقلبي الذي لم يُحِبَّ سِواكْ؟
رحلتِ، وما زال طيفك منّي.. قريبًا، أُحدِّثُهُ عن هَواكْ - وها هي السّاعات تمضي بعد رحيلكِ كأنّها سنوات! والدّنيا الّتي كنّا نقول: "إنَّما هي ساعة، وتنقضي"، أمست وكأنّها دار خلود! لمَّا يزُرْني الموت فيها!
لقد خانني كثيرون: الصّبر، والسّعادة... والشِّعرُ أحيانا!
وبقي الحزنُ وفيًّا، والدَّمعُ مخلِصًا، والوجعُ خِلًّا ما تخلّىٰ عنّي أبدا! - عَلَّمْتِني معنىٰ الهوىٰ، ونسيتِ تعليمي معاني الفَقْدِ أو ألَمِ الفراقِ؛
ومضيتِ حتَّىٰ عَزَّ في الدُّنيا تَلاقينا... فهَلْ في جَنَّةِ الخُلدِ التَّلاقي؟
قد كان يَشفيني عِناقُكِ ساعةً؛ واليومَ يُشقيني اشتياقي لِلعِناقِ! - تلاشىٰ كلّ شيءٍ في لحظة! وَيْكأنّ أحلامَنا وآمالَنا ومشاعرَنا لم تكُن سوىٰ حلمٍ جميل، فاستيقظنا علىٰ فجيعة الواقع!
أهي سُنَّةُ الحياة الدّنيا؟ أن تمرَّ أوقاتُ السّعادة سريعةً كالبَرق، وتطولَ علينا ليالي الحزن والألم؟
تلاشىٰ كلُّ شيءٍ، غير أنّا.. ** نعيشُ علىٰ بقايا الذِّكْرياتِ
