Get Mystery Box with random crypto!

'كيف نشأت الحدود السياسية في وطننا العربي ؟' مرحبا عزيزي القار | الثانوية...برواية أخرى

"كيف نشأت الحدود السياسية في وطننا العربي ؟"
مرحبا عزيزي القاريْ.. كما نعلم انا وانت ان الدولة العثمانية كانت دولة مترامية الاطراف تسيطر على بقاع عديدة وكان من تلك البقاع وطننا العربي.
ولكنها اولا واخيرا دوله اي انها مرت بمراحل ثلاث النشأة والنمو ثم الوفاة فبعد ست قرون بدات تلفظ زفراتها الاخيرة جراء ثورات داخليه و حركات الاتحاديين و تدهور العلاقات الخارجيه فبدات تتوارى عن المشهد السياسي وبعد ان فشلت في اصلاح علاقاتها مع بريطانيا وفرنسا فلم تجد امامها سوى المانيا لتدخل معها الحرب العالمية الاولى برفقة دول المحور لتستعيد وضعها السياسي ولكن لم تستطع الصمود فطلبت الهدنة واعلنت استسلامها لدول الحلفاء ولكن بعد انتهاء الهدنة قامت دول الحلفاء (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية) بالسيطرة على الاساتانة عاصمة الدولة العثمانيه والتي جعلتها قاعدة لنشاط الحلفاء . المصائب لا تاتي فرادى فقامت اليونان بمحاولات لتوسيع المناطق التي احتلتها . فقامت حركة وطنية تركية ترفض الخضوع للاحتلال بقيادة مصطفى كمال اتاتورك. تمكن الاخير بعد صدام شديد مع اليونانيين من الانتصار و استعادة الاراضي التركية المحتله و فرض على الحلفاء توقيع هدنة جديدة اعترفت فيها اليونان بانتصارات تركيا. فاضحى اتاتورك بطلا قوميا وبرز في الواجهة السياسية في حين توارى السلطان في الظل وبعد ان اصبح اتاتورك سيد الموقف وقع مع الحلفاء معاهدة لوزان والتي بمقتضاها تنازل عن جميع الاراضي العثمانية *غير التركيه وجرد السلطان من سلطته وجعله مجرد خليفة اي اشبه بشيخ الاسلام ولكن بلا سلطة روحية ايضا . وبهذا سقطت الدولة العثمانية فعليا و سقطت كل الاراضي التي كانت في ولايتها فريسة للحلفاء .
فعينت فرنسا و بريطانيا اثنين من امهر رجالها لتقسيم مناطق النفوذ التي كانت تخضع للدولة العثمانية وكان من ضمنها وطننا العربي وجرى ذلك بمصادقة روسيا حيث تم عقد الاتفاق بشكل سري بين الانجليزي مارك سايكس و الفرنسي فرنسوا جورج بيكو فقاموا بترسيم الحدود وقسمت فيما بينهم ووضعت فلسطين تحت القيادة الدولية بين الدول الثلاث (بريطانيا و فرنسا و روسيا) الا ان الاتفاق قد نص على منح عكا وحيفا الى بريطانيا وبعد حصول الدول على استقلالها بقيت الحدود كما هي وبالرغم من زوال الاستعمار بقوانينه واتفاقياته الا اننا ما زلنا متمسكين بحدود لم نخترها نحن العرب ليس قوة من المستعمر وانما تخاذلا منا فما كانت يوما الا حدودا تفصل بين قوميتنا , ديننا , لغتنا , ثقافتنا و اعرافنا التي تنتمي كلها الى كيان عربي واحد فهل لها يوما ان تزول !؟

_أحمد سيد