2023-04-18 15:47:18
#قصيدة_الإستجواب
@nizar_alqabbani
مَنْ قتلَ الإمامْ ؟
المخبرونَ يملأون غرفتي
مَنْ قتلَ الإمامْ ؟
أحذية الجنود فوق رقبتي
مَنْ قتلَ الإمامْ ؟
مَنْ طعنَ الدرويش صاحب الطريقة
و مزق الجبة و الكشكول و المسبحةَ الأنيقة
يا سادتي :
لا تقلعوا أظافري بحثاً عن الحقيقة
في جثة القتيل دوماً تسكنُ الحقيقة
مَنْ قتل الإمامْ ؟
عساكرٌ بكامل السلاح يدخلونْ
عساكرٌ بكامل السلاح يخرجونْ
محاضِر ، آلاتُ تسجيلٍٍ ، مصورونْ
يا سادتي:
ما النفع مِنْ إفادتي ؟
ما دُمتُم ، إنْ قُلتُ أو ما قُلتْ
سوفَ تكتبون!
ما تنفعُ استغاثَتي ؟
ما دُمتُمْ ، إنْ قُلتُ أو ما قُلتْ
سوفَ تضربونْ
ما دُمتُمْ ، منذُ حكِمتُمْ بلدي
عنّي تفكرونْ
لستُ شيوعياً ، كما قيلَ لكُمْ
يا سادتي الكرامْ
و لا يَمينياً كما قيلَ لكُمْ
يا سادتي الكرامْ
مسقطُ رأسي في دمشقَ الشامْ
هلْ واحدٌ مِنْ بينكم ؟
يعرفُ أينَ الشام ؟
هل واحدٌ مِنْ بينكم ؟
أدمنَ سكنى الشامْ ؟
رواهُ ماءَ الشامْ
كواهُ عشقَ الشامْ
تأكدوا يا سادتي
لنْ تجدوا
في أسواق الورود وردةً كالشامْ
و في دكاكين الحُلي جميعَها
لؤلؤةً كالشامْ
لنْ تجدوا حزينةَ العينينِ ، مثل الشامْ
لستُ عميلاً قذراً
كما يقولُ مخبروكُمْ ، سادتي الكرامْ
و لا سرقتُ قمحةً
و لا قتلتُ نملةً
و لا دخلتُ مركز بوليس ، يوماً
سادتي الكرامْ
يعرفُني في حارتي الصغيرُ و الكبيرْ
يعرفُني الأطفالَ و الأشجارَ و الحمامْ
و أنبياءَ الله يعرفونَني
عليهُمْ الصلاةُ و السَلامْ
الصلواتُ الخمسْ لا أقطَعُها
يا سادتي الكرامْ
و خطبَة الجمعةَ لا تفوتني
يا سادتي الكرامْ
و غير ثديي زوجتي لا أعرف الحرامْ
مِنْ ربع قرنٍ و أنا
أمارسُ الركوعَ و السجودْ
أمارس القيامَ و القعودْ
أمارسُ التشخيصَ خلفَ حضرةَ الإمام
يقولُ : ( اللهم امحق دولةَ اليهودْ )
أقولُ : ( اللهم امحق دولةَ اليهودْ )
يقولُ : ( اللهم شتِتْ شملهُمْ )
أقولُ : ( اللهم شتِتْ شملهُمْ )
يقولُ : ( اللهم اقطعْ نسلهُمْ )
أقولُ : ( اللهم اقطعْ نسلهُمْ )
يقولُ : ( اعزق حرثهُمْ و زرعهُمْ )
أقول : ( اعزق حرثهُمْ و زرعهُمْ )
و هكذا يا سادتي الكرامْ
قضيت عشرين سنةْ
أعيش في حضيرةَ الأغنامْ
أعلفُ كالأغنامْ
أنامُ كالأغنامْ
أبولُ كالأغنامْ
أدورُ كالحبة ،في مسبحة الإمامْ
أعيدُ كالببغاءْ
كلَ ما يقولُ حضرةَ الإمامْ
لا عقلَ لي ، لا رأسَ ، لا أقدامْ
أستنشقُ الزكامَ مِنْ لحيتهِ
و السل منَ العظامْ
قضيتُ عشرينَ سنة ، مُكَوَماً
كرزمة القش على السجادة الحمراءْ
اُجلَدُ كلَ جمعة بخطبة غراءْ
أبتلع البيانَ و البديع
و القصائِد العصماءْ
أبتلعُ الهراءْ
عشرينَ عاماً و أنا يا سادتي
أسكنُ في طاحونة
ما طحنت ، قط ، سوى الهواءْ
يا سادتي !
بخنجري هذا الذي ترونه ، طعنته
في صدره و الرقبة ، طعنته
في عقله المنخور مثل الخشبة
طعنته باسمي أنا
و اسم الملايينَ منَ الأغنامْ
يا سادتي:
أعرف أنَ تُهمتي ، عقابها الإعدامْ
لكنني ، قَتلتُ إذْا قتلتهُ
كلَ الصراصير التي تنشُدُ في الظلامْ
و المسترخينَ على أرصفةَ الأحلامْ
قتلتُ إذْا قتلتهُ
كل الطُفيلياتْ في حديقةَ الإسلامْ
كلَ الذينَ يطلبونَ الرزقْ
مِنْ دُكَّانَةِ الإسلامْ
قَتلتُ إذا قتلتهُ
يا سادتي الكرام:
كلَ الذينَ منذُ ألف عامْ
يزنونَ بالكلامْ
#نــــزار_الــقــبــانــــي
@nizar_alqabbani
1.3K viewsالجِنِرالِ الاَخيرْ مِنَ الحِقبَةْ النَزّاريَةْ, 12:47