2022-06-15 09:50:56
من وقت لآخر يطل علينا ممثل أو ممثلة يشكو أو تشكو من ندرة الأعمال التي تعرض عليها ، مؤكدين أنهم جالسين في بيوتهم بانتظار الأدوار التي تليق بتاريخهم ، وبعضهم خرج يتسول علنا في الفضائيات لاستكمال رحلة علاجه أو سداد ديونه !
يحكي الفنان نور الشريف أنه رأي الفنان محمود المليجي بعد فيلم الأرض ـــ الذي أثبت فيه المليجي قدرة فائقة في التمثيل ـــ يمثل مشهدا بملابس داخلية ممزقة فيها إهانة شديدة لممثل بحجم محمود المليجي فسأله معاتبا : كيف رضيت أن تقوم بهذا الدور المهين وأنت الأستاذ الكبير ؟
فأجابه المليجي قائلا : ( أنا فكرت يا بني بعد ما قمت بتمثيل فيلم الأرض إن المخرجين والمنتجين سيتهافتون عليّ ويسألونني عن أي الأدوار أحب أن أمثل ، لكن ذلك لم يحدث ، فجلست في بيتي أتمنى أي عمل حتى جاءني هذا الدور الذي تعاتبني بسببه) !
ومن بعد المليجي ، جلست في بيتها الممثلة العالمية (ميريل ستريب) المرشحة لأكثر من (23) مرة لجائزة الأوسكار والتي هي بنظر بعض النقاد أفضل ممثلة في تاريخ السينما واضطرت أن تعمل في التلفزيون بعد إعراض المخرجين والمنتجين السينمائيين عن العمل معها !
حصل ذلك أيضا مع أفضل الممثلين العالميين بنظري وهو آل باتشينو ، كما حصل مع ميل جيبسون وغيرهم الكثير من المخضرمين في التمثيل محليا وعالميا ، حيث جلسوا في بيوتهم لا يتلفت إليهم أحد من أهل صنعتهم رغم أنهم لم يعلنوا اعتزالهم وذلك بعد أن حوصروا بأوامر من الصهيونية العالمية لأنهم تجرأوا وانتقدوا بعض ممارسات اليهود !
يعتقد المنتجون أن الممثل إذا وصل لدرجة كبيرة من الشهرة فإنه سيصير عبئا عليه ؛ إما لأن المحتوى أقل من إمكانياته ، وإما أن الأجر الذي يتصور أن الممثل سيطلبه أعلى من المتاح ، أو لسبب آخر ، فيعرضون عن المشاهير رغم أنهم في أوج نجاحاتهم ..
إذن المشكلة لا تكمن في المقومات الذاتية للشخص في مسيرته نحو النجاح والتألق ، لابد إذن من تهيئة الظروف والبيئة وصناعة مقومات مساعدة للقدرات الذاتية !
نجح المخرج الشهير (جورج لوكاس) صانع سلستي أفلام حرب النجوم وانديانا جونز في العمل وفق هذه المعادلة ، يؤمن الرجل أنه مخرج ذكي موهوب لكن طريق النجاح يلزمه تهيئة البيئة المعينة فأسس لنفسه شركة (لوكاس فيلم) ونأى بنفسه عن فكرة الجلوس في البيت ينتظر اتصالا من منتج قد لا يأتي كما هو الحال مع مخرجين فاقوه عبقرية ..
ولما لاحظ الممثل الشهير (توم كروز) أن أسهمه في نزول أدرك المعادلة مبكرا وانبرى في عام 1993م لتأسيس شركة (كروز واغنر للإنتاج) وأنتج لنفسه سلسلة أفلام (المهمة المستحيلة) لكي لا يكون مرهونا بأحد ..
#ضربت مثالا بما هو شائع ومعلوم لدى الجميع .. لكن في عموم الحياة تأمل :
لو اعتمد اليهود على الآخرين في بث أفكارهم وتطبيق خططهم وما سعوا لامتلاك الأدوات المعينة على رأسها (الإعلام) ما سمعنا بهم ، وما وصلوا إلى هذه القوة التي هم عليها الآن !
ولو مكث اللاعب المصري محمد صلاح في مكانه، وظل منتظرا من يحن عليه بعرض من هنا أو هناك ، ولم يسع لتهيئة الظروف والبيئة المواتية بنفسه لما رأيناه اليوم في أكبر أندية العالم الرياضية .
ولو مكث ممدوح السبيعي أو (رامي بيج) في مصر يشجب ويندد ضعف الاهتمام به لما تحقق له أي إنجازات ، لكنه لما وضع نفسه في بيئة محفزة نال لقب مستر أولمبيا العام الماضي .
وكذلك الحال مع الدكتور أحمد زويل رحمه الله وغيره من المشاهير في كل العلوم والفنون ..
مهما امتلكت من قدرات ومواهب وإمكانيات ، قد لا تصل طالما بقيت معتمدا على الآخرين ..
الشاهد : في عالم تحكمه المصالح اصنع كروت قوتك بنفسك ..
اصنع لنفسك طريقا ؛ ولا تمش طويلا في طريق صنعه غيرك !
#الشذرات
116 viewsكرم العبيدي, 06:50