2022-05-08 12:44:16
قبل فترة نام أحد أصدقائي مكتئبا ، حزينا ، فأصبح نصف وجهه مشلولا ، لولا لطف الله لدام هذا الشلل !
ومؤخرا حصل نفس الأمر مع رجل أعرفه ، لكن الله لطف به ، وتم استدراك الأمر !
لكن كثيرا من غير أصدقائي سمعت عنهم أنهم قضوا ما تبقى من أعمارهم مشلولين نتيجة الجلطات ..
رأيت سيدة تكاد أن تموت دون مبالغة على فقدانها لقريب لها ، رغم مرور وقت طويل على وفاته ..
هكذا الحزن إن تملك من القلب ، يفقد صاحبه الحماس ، مهما استجمع قواه ، وستذبل روحه شيئا فشيئا حد الزوال ، ثم تختفي نضارة وجهه كغيمة ضباب ، تقض مضاجعها أولى خيوط شمس الفرح حين يكون القلب جادا في استقبالها !
تلك القروض المتلاحقة من المواجع ، المنهمرة من بنك الهموم ، لا سبيل لسدادها إلا الجلوس طويلا في محراب الإيمان ، فما وظيفة الإيمان حين يستقر بقلب العبد إذن إذ لم يعط صاحبه قوة وصبرا وجلدا عند الملمات والخطوب ؟!
أعلم تماما أن الناس في ضيق على اختلاف مشاربهم ، وَالجُرُوحُ عَمِيقَةٌ ، غَيْرَ أَنَّ إِشَاعَة روح الحُزْن على الدوام كما يتفنن في ذلك بعض الناس حتى في الأعياد رُبَّمَا تُولَدُ يَأْسًا ، وَتُضْعفُ عَزْمًا، وَتُؤَخِّرا فرجا ، وتكرب نفسا تشتهي الفرح ..
قابلوا الناس بوجه بسوم مليء بالرضا ، ينثر حوله طمأنينة في النفس ، يثبت وقت الاهتزاز ، ويقلل التوتر ، ولا تقابلوهم بوجه عبوس يعَمدُ أَوْ لَا يَعْمد عِنْدَ حَدِيثِهِ إِلَى تَعْزِيزِ النَّكَدِ ، طَرِيقَتُهُ المعهودة إِشَاعَة رَوح الحُزْن وَالهم وَالْغَم بَيْنَ النَّاس ، مشمئز عَلَى الدَوَامِ ، وإن كان في مقدوركم أن تسعدوا أحدا فلا تترددوا ، فربما لتبعات ونتائج الحزن جعل الله خير الأعمال وأفضلها سرور يدخله المرء على قلب مسلم !
وصدق إِمَامٌ أَهل اللُّغَة الخَلِيل بِن أَحْمَد الفراهيدي لما سئل عن كثرة مزاجه رغم فقره المادي فكان جوابه : النَّاسُ فِي سجْنٍ مَا لَمْ يَتَمَازَحُوا !
#الشذرات
244 viewsكرم العبيدي, 09:44