Get Mystery Box with random crypto!

لكل عصر قضاياه ونوازله وإشكالاته ، ومن آتاه الله الحكمة من أهل | قناة عمر الشاعر

لكل عصر قضاياه ونوازله وإشكالاته ، ومن آتاه الله الحكمة من أهل العلم لم يشغل نفسه بنوزال وإشكالات عفى عليها الزمن ، وأصبحت خبرا في التاريخ ، وإنما يوجه اهتمامه لما يجب على أهل العلم بيانه من نوازل عصره ، لأن الغاية من العلم إنما هي هداية الناس وبيان الحق الذي جاء به الوحي على أتم وجه ، ودفع ما قد يطرأ عليهم من شبهات ، وحل ما ينزل بهم من نوازل ، لا كفعل بعض المنتسبين للعلم الذين لا يزيد طلبهم للعلم ونشره بين الناس عن وظيفة المسجل ، يحفظ من هنا ويفرغ من هناك ، دون أن يكون عنده معيار يميز به بين ما يناسب عصره وما لا يناسبه .

ويعظم الخطب عندما تجد من يعرف إشكالات عصره ونوازله ، ويكون مع ذلك مزجي البضاعة من العلم الصحيح ، أو يكون صاحب هوى ، ويخاطب الناس بما يخترعه من الآراء الشاذة لحلها ، فيكون سببا لانحراف كثير من الناس الذين لم يجدوا من يخاطبهم بما يبين الموقف الشرعي لنوازل عصرهم ، ومع ذلك فكثير من الناس يظنون أن هذا الجاهل أو المنحرف هو الذي سيجدون عنده حل إشكالاتهم والإجابة عن أسئلتهم وشكوكهم ، وهذا واقع مشاهد لا يحتاج إلى ذكر أمثلة لشهرته وظهوره .

يمكن أن تبقى بعض القضايا التي تجاوزها الزمن محلا للدراسة ، لكن عند المتخصصين ، وألا تكون مما يشيع وينشر مع إهمال واجب الوقت ، ولا إشكال في أن يستفاد من الميراث العلمي للأمة في جميع المجالات ، لكن مع مراعاة التمييز بين ما تترسخ به ملكة البحث ومناهج النظر وبين الوقوف عند قضايا لم يعد لها وجود ، مما يكون سببا افتعال معارك وهمية ، تكون عائقا عن الاجتهاد في حل القضايا الحادثة ، بحجة المحافظة على تراث الأمة .

هناك فرق بين أن تتعلم من السابقين كيف صنعوا قناديل أضاؤا بها طرق الجهالة في عصورهم ، لتصنع أنت قنديلا يناسب عصرك ، وينير طرق الجهالة فيه ، وبين أن تسلك بقنديلك طرقا لم يعد يوجد فيها إلا الأشباح ، وتتوهم مع ذلك أنك وريث الأنبياء والعلماء ، وهيهات أن تكون كذلك ، ولا أن يهتدي بك غيرك وأنت لم تعرف كيف تسلك طريق الهداية لنفسك .