Get Mystery Box with random crypto!

ليس شيءٌ أضرّ على كلمة حقٍ يعتقدها إنسانٌ من أن يشوب الانتصار | قناة عمر الشاعر

ليس شيءٌ أضرّ على كلمة حقٍ يعتقدها إنسانٌ من أن يشوب الانتصار لها بسَفَهٍ من القول يحسبه هينًا وهو عند الله عظيم، كأن يعرّض بشريف مقام النبوة أو يضرب به الأمثال أو يجعل دعاء الرسول ﷺ كدعاء الناس، أو لا يحفظ مقام الأدب مع صحابة رسول الله ﷺ وخاصّته رضي الله عنهم، أو مع أئمة الإسلام أعلى الله منارهم، أو أن يتوسّل إلى ما يحسبه انتصارًا للحق بالفحش والهمز واللمز والسخرية والجعجعة والشنشنة والبكائيات.

وفاعل هذا لا ينتصر به الحق، ولا يهتدي به الضال، ولا ينكسر به المخالف، ولا يتزين به الصواب، ولا يتشنّع به الباطل، بل العكس من جميع ذلك، ولا يرجع من ذلك بشيء إلا أن يصفّق له من كانوا على رأيه على أي حال، فلا ظهرًا أبقى ولا أرضًا قطع، إلا ما قضاه من وطر نفسه، لا مما يحبه الله ويرضاه.

وأقبح من ذلك ما يشايعه من اعتذارات سمجة، وحواشٍ باردة، وتفلسفات سخيفة، وتقعّرات مريضة، وتعليقات كصافرات مشجعي الكرة، وخوض حمقى الجُهّال فيما لا يحسنون، يظنون ذلك المقام أهون مما سواه، ومجالا للفظ الآراء بمحض الاشتهاء، والبدعة والضلالة والسفاهة والسخافة والقِحَة كلها تكون في الرؤوس شبرًا ثم تصير في الأتباع ذراعًا وباعًا وميلًا، ولولا أيام نحسات لكانت ظهور قد ضُربت، أو أشد.

وكان ابن المبارك رضي الله عنه يقول: "نحن إلى قليلٍ من الأدب أحوج منّا إلى كثير من العلم"، فكيف أنت بزمان لا أدب فيه ولا عقل ولا علم؟! وإنما رسوم وصور، وهوس وجنون، وفتنة عظيمة، إلا من رحم الله، وقليلٌ ما هم .. الله المستعان! إنا لله وإنا إليه راجعون!

كريم حلمي