Get Mystery Box with random crypto!

الدرس العقدي السَّلفي، وضرورة تطويره الحمد لله رب العالمين، و | قناة عمر الشاعر

الدرس العقدي السَّلفي، وضرورة تطويره

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلَّا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجميعن، نبينا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
من المواضيع المتداولة في أوساط عدد من طلبة العلم موضوع تطوير الدرس العقدي، وهذا الأمر جيد ولا إشكال فيه، بل ويجب السعي في ذلك؛ لكن في سياق الحديث عن مستوى الدرس العقدي السَّلفي، تجد البعض يذكر بأنَّ جمع من السلفيين لم يُحسنوا فهم التراث التيمي لقصورهم في عدد من المعارف والعلوم كالمنطق والفلسفة وغيرها، وللتدليل على ذلك، يستشهد بعضهم بصنيع الشيخ العلّامة عبد الكريم الخضير (حفظه الله)، فقد ذكر في درسٍ له بأنَّه كان يطوي الصفحات من كتاب (منهاج السنة النبوية) لابن تيمية (رحمه الله) دون أن يفهم منها شيئًا، ومن يستشهدون بصنيع الشيخ على صنفين:
الأول: رجل يقول ذلك بحسن نيّة فيما يظهر، لا يسب السلفيين ولا يشتمهم.

الثاني: رجل حاقد على السلفية، وربما كان من أبنائها ثمَّ ارتد عنها، فيتكلم فيهم بأقذع السباب والشتائم والألفاظ وأخسها، ولا شُغل له إلا هم!

وما ذكره الشيخ عن نفسه لا يصح الاستشهاد به للبرهنة على ضعف الدرس العقدي السَّلفي، بل هذا فيه ظلم وإجحاف وتدليس - بعمد أو بغير عمد - ؛ لأمور:
الأمر الأول: أنَّ الشيخ الخضير لم يُصدّر نفسه على أنَّه مشتغل ومتخصص بعلم العقيدة، وطلبة العلم يعلمون أنَّ تخصص الشيخ الذي برز فيه هو الحديث الشريف وعلومه، والشيخ هو من هو في هذا العلم الشريف.

الأمر الثاني: أنَّك لا تجد مختصًا في علم العقيدة يُحيل إلى شروح الشيخ في علم العقيدة، بل لا تجد خطة - فيما اطلعت عليه - تكلّم صاحبها عن التدرج في طلب علم العقيدة ثم ذكر شيئًا من شروح الشيخ.
لا يُفهم من ذلك مطلقًا التقليل من القيمة العلمية لشروح الشيخ.

الأمر الثالث: ألا يوجد في السلفيين من له اعتناء وتميّز ونبوغ في هذه العلوم التي يشدد البعض على ضرورة تعلمها؛ كي يُفهم ابن تيمية كما ينبغي؟!

الأمر الرابع: أنَّ هذا الأمر الذي يُشنع به على الشيخ، هو موجود في المذاهب الأخرى، فهل كل المنتسبين إلى المذهب الأشعري - مثلًا - على درجة واحدة في الاشتغال بعلم الكلام والمنطق وغيرها؟! قطعًا لا.
فالبعض تجده متعمق جدًّا في هذه العلوم، بل وإمام فيها كالرازي مثلا، وبعضهم ربما لا يتجاوز السنوسية أو ما دونها، فهل إذا أردت أن أحكم على مستوى الدرس العقدي الأشعري، أقول انظروا إلى فلان، الذي لم يتجاوز السنوسية ثم أجعل منه معيارًا لذلك؟!
فمن يريد أن يحث على تطوير الدرس السلفي، وعلى ضرورة الاشتغال بعدد من المعارف فلا يصح ولا يستقيم أنْ يستشهد بما ذكره الشيخ الخضير عن نفسه، وما صنيع الشيخ (حفظه الله) إلا صنيع الصادقين الذين لا يُحبون أنْ يُحمدوا بما لم يفعلوا، نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله تعالى.

هذه خويطرة أحببت من خلالها التنبيه على خطأ هذا الاستشهاد.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

وكتبه/
عمر بن محمد الشاعر

https://t.me/o_alshair