Get Mystery Box with random crypto!

[حديث (٣٤): رشيق المادرائي يهجم على بيت الإمام (عليه السلام)] | رَضْوى (لأجل الصَاحِب الْغَائِب)

[حديث (٣٤): رشيق المادرائي يهجم على بيت الإمام (عليه السلام)]

قال أبو محمّد بن شاذان (عليه رحمة الله المَلِك المنان): حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب (رضي الله عنه)، قال: قال أبو محمّد (عليه السلام): (قد وضع بنو أُميَّة وبنو العباس سيوفهم علينا لعلَّتين:
إحداهما: أنّهم كانوا يعلمون أنَّه ليس لهم في الخلافة حقّ، فيخافون من ادعائنا إيَّاها وتستقر في مركزها.
وثانيتهما: أنّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أنَّ زوال مُلك الجبابرة والظلمة على يد القائم منّا، وكانوا لا يشكّون أنّهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وإبادة نسله؛ طمعًا منهم في الوصول إلى منع تولّد القائم (عليه السلام) أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلاَّ أن يتم نوره ولو كره المشركون).

ومن مؤيِّدات هذا الحديث، ما نقله الشيخ الطوسي (1)، والشيخ الطرابلسي، والشيخ الراوندي (2)، وكثير غيرهم (3)، عن رشيق المادرائي، ما مضمونه بما يوافق نقل بعضهم، أنه حدّث رشيق حاجب المادراني قال: (بعث إلينا المعتضد وأمرنا أن نركب ونحن ثلاثة نفر، ونخرج مخفّين على السروج ونجنب أخرى، وقال: الحقوا بسامراء، واكبسوا دار الحسن بن عليّ فإنَّه توفِّي، ومَن رأيتم في داره فأتوني برأسه.
فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدناها دارًا سريّة كأنَّ الأيدي رُفعت عنها في ذلك الوقت، فرفعنا الستر وإذا سرداب في الدار الأخرى، فدخلناها وكأنَّ بحرًا فيها وفي أقصاه حصير، وقد علمنا أنَّه على الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة، قائمٌ يصلِّي، فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا؛ فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطَّى، فغرق في الماء، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلَّصته وأخرجته، فغشي عليه وبقي ساعة.
وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك، فناله مثل ذلك.
فبقيت مبهوتًا، فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى الله وإليك، فوالله ما علمت كيف الخبر وإلى مَن نجيء، وأنا تائب إلى الله.
فما التفت إليَّ بشيء ممَّا قلت؛ فانصرفنا إلى المعتضد، فقال: اكتموه وإلاّ ضربت رقابكم (4).
فما جسرنا أن نُحدِّث به إلاَّ بعد موته. (5).

الحمد لله الذي يصون حجته من شرّ الأعداء.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *
ــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة / الطوسي: س248 و249 /ح 218.
(2) الخرائج والجرائح / الراوندي: ج1 / ص460 / ح5.
(3) فرج المهموم / السيد ابن طاووس: ص248؛ منتخب الأنوار المضيئة / النيلي: ص140؛ إثباة الهداة / الحر العاملي: ج3 / ص683 / ح92.
(4) كشف الغمة / المحقق الإربلي: ج2: ص499 و500.
(5) الغيبة / الطوسي: ص250.