2021-07-19 21:55:48
الحكاية التاسعة والعشرون [قصّة رجل صالح من أهل بغداد، وتشرّفه بزيارة الحجّة (عليه السلام) في جزيزة في البحر عندما تكسّرت به سفينته]
في كتاب نور العيون تأليف الفاضل الخبير الألمعي السيد محمد شريف الحسيني الأصبهاني عن أُستاذه العالم الصالح الزاهد الورع الميرزا محمد تقي ابن الميرزا محمد كاظم ابن الميرزا عزيز الله ابن المولى محمد تقي المجلسي الملقب بالألماسي وهو من العلماء الزاهدين وكان بصيرًا في الفقه والحديث والرجال، وقد ذكرنا شرح حاله في رسالة الفيض القدسي في ذكر أحوال العلامة المجلسي رضوان الله عليه.
قال في رسالة له في ذكر من رآه (عليه السلام) في الغيبة الكبرى: حدثني بعض أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغداد وهو حي إلى هذا الوقت أي سنة ست وثلاثين بعد المائة والألف، قال: إني كنت قد سافرت في بعض السنين مع جماعة، فركبنا السفينة وسرنا في البحر، فاتفق أنه انكسرت سفينتنا، وغرق جميع من فيها وتعلقت أنا بلوح مكسور فألقاني البحر بعد مدة إلى جزيرة، فسرت في أطراف الجزيرة فوصلت بعد اليأس من الحياة بصحراء فيها جبل عظيم.
فلما وصلت إليه رأيته محيطًا بالبحر إلا طرفًا منه يتصل بالصحراء واستشممت منه رائحة الفواكه، ففرحت وزاد شوقي، وصعدت قدرًا من الجبل حتى إذا بلغت إلى وسطه في موضع أملس مقدار عشرين ذراعًا لا يمكن الاجتياز منه أبدًا، فتحيرت في أمري فصرت أتفكر في أمري فإذا أنا بحية عظيمة كالأشجار العظيمة تستقبلني في غاية السرعة، ففررت منها منهزمًا مستغيثًا بالله تبارك وتعالى في النجاة من شرها كما نجاني في الغرق.
فإذا أنا بحيوان شبه الأرنب قصد الحية مسرعًا من أعلى الجبل حتى وصل إلى ذنبها فصعد منه حتى إذا وصل رأس الحية إلى ذلك الحجر الأملس وبقي ذنبه فوق الحجر، وصل الحيوان إلى رأسها وأخرج من فمه حُمة* مقدار إصبع فأدخلها في رأسها ثم نزعها وأدخلها في موضع آخر منها وولى مدبرًا فماتت الحية في مكانها من وقتها، وحدث فيها عفونة كادت نفسي أن تطلع من رائحتها الكريهة فما كان بأسرع من أن ذاب لحمها، وسال في البحر، وبقي عظامها كسلم ثابت في الأرض يمكن الصعود منه.
*الحُمة: -وزان ثبة- الابرة يضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو يلدغ بها وتاؤها عوض عن اللام المحذوفة لأن أصلها حمو، أو حمى.
.
252 viewsلُبابة, edited 18:55