Get Mystery Box with random crypto!

((السيدة رقيه مع الامام زين العابدين عليه السلام)) بدايةً كيف | 🕊 أُحاول أن أكون 🕊

((السيدة رقيه مع الامام زين العابدين عليه السلام))

بدايةً كيف كانت حياة الامام زين العابدين ؟

تذكُر كتب التاريخ ان الامام علي بن الحسين لم يحمل سيفاً في زمنه بل تسلح بما هو أمضّ من السيف ، تسلح بالكلمة الصادقه التي ناهض بها المستبدّين و أحيى بها الارواح المتعطشه للفضيلة والايمان والعفو والتسامح..
حقيقةً ، مما يعجب له الانسان انه عندما اندلعت الثورة في المدينة المنوره ثأراً لقتل الامام الحسين ﴿؏﴾ هرب الوالي الأموي الى الشام ولم يجد ما يكفي من الوقت لحمل اهله وعياله معه ، فأودعهم اين ؟
! عند علي بن الحسين عليه السلام
كان موقف لم تعرف له الانسانية مثيلاً من قبل فهاهم القتله بعد ان ضاقت بهم السبل لا يجدون من يودعون عيالهم ونسائهم عنده سوى رجلٍ واحد سبق لهم ان قتلوا اهل بيته رجلٌ اساؤوا الى اهله واطفاله فساقوهم سبايا…
وبالفعل ابقاهم الامام عنده وقام بحمايتهم ورعايتهم ثلاثة اشهر الى ان جاء الامويون فوجدوهم على افضل حال

الامام عليه السلام بذل عمره يعمل بلا كلل على ترسيخ قِيم الاسلام الاصيلة والتحلّي بالفضيلة والحفاظ على جذوة ابيه لاصلاح امة جده محمد( ص)
كان امامنا صلواات الله عليه مصداقاً للعطف والرحمة والتواضع ، قيل انه كان ما ان يحل الليل الا و يخرج متلثماً حاملاً على ظهره جراب فيه طعام يدور به على بيوت المساكين الذين كانوا ينتظرونه في كل مساء على ابواب البيوت حيث كان يُعرف (بصاحب الجراب)


الامام بأبي هو وأمي كان شفيقاً رقيق القلب كيف لا وهو
. باب من ابواب رحمة الله ومصداقاً لرأفته؛ مما يدلنا على ذلك انه قضى عمره باكياً على الحسين حيث كان كلما مر امامه موقف تذكر به مصاب ابيه في كربلا واجهش بالبكاء حيث لم تجف له دمعه او تهدأ له عبره الى حين استشهاده
إذاً هل لنا ان نتصور ما نوع العلاقه بينه و بين السيدة رقيه عزيزة الحسين ؟

كيف لقلب مثل قلبه ان يعامل اخته اليتيمه والتي كانت شديدة التعلق في ابيها الحسين ، وما حاله وهو يراها تنظر الى جسده المطحون و رأسه المرفوع على الرماح العاليه !


رقيه والامام الحسين ﴿؏﴾
كانت الطفله رقيه شديدة التعلق بالامام ولم يعرف في التاريخ سابقه لتعلق إبنه بوالدها الا جدتها فاطمه الزهراء (عليها السلام) وتعلقها بابيها رسول الله (صل الله عليه واله) .. وذلک لما تميز به الامام الحسين (عليه السلام) من رحمه وحنو .. على الجميع وخصوصاً اطفاله .. ونساءه .. و كذلك كان الامام زين العابدين

سوف اذكر هنا موقفان لعله يتضح من خلالهما نوع العلاقة التي تربطهما ببعضهما : الموقف الأول : اثناء مسير قافله السبايا بعد ان غابت الشمس , توقفت القافله قليلاً , وحين ارادوا اکمال المسير وجدوا الرمح الذي کان عليه راس الامام الحسين (عليه السلام) ثابتا في الارض لا يتحرک .. رغم محاولات حامله ان يحرکه او ينتزعه فلم يستطع .. فاستعان بمن کان معه فلم يفلحوا . فلجاوا للامام السجاد (عليه السلام) سائلين فامر عمته السيده زينب (عليها السلام) بتفقد الاطفال, وتتاکد من عدم فقدان احدهم فاخذت السيده زينب تتفقدهم واحداً واحداً فاکتشفت فقدان الطفله ( رقيه ) .
فاخبرت الامام زين العابدين علي السجاد (عليه السلام) بذلک , فاخبر الامام السجاد (عليه السلام) الجنود ان الراس لن يتحرک قبل العثور على الطفله..
وحين بحثوا عنها ولم يجدوها..
اشار عليهم الامام ان يبحثوا في الجهه التي ينظر اليها الراس الشريف ,, وحين توجهوا وجدوا الطفله نائمه تحت فيء نخله بعد ان اتعبها السير المتواصل ,  فجاءها احد الجنود و يقظها برفسهٍ من رجله ثم ضربها بسوطه , وبعد ان عاد بها احتضنتها السيده زينب (عليها السلام) ومسحت دموعها , وعند ذلک تحرک الرمح من مکانه .
ثم قصه وفاتها .. وهي في خربة الشام حينما صارت تبكي ونطلب ان ترى اباها . فجاووا لها بالراس الشريف اليها مغطى بمنديل فوضع بين يديها وکشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا الراس؟ قالوا: انه راس ابيک،  فرفعته من الطّشت حاضنه له وهي تقول: يا ابتاه من الذي خضّبک بدمائک؟
يا ابتاه من الذي قطع وريدک؟
يا ابتاه من الذي يتمني على صغر سني؟ يا ابتاه من بقي بعدک نرجوه؟ يا ابتاه من لليتيمه حتى تکبر؟ ثم انها وضعت فمها على فمه الشريف وبکت بکاءً شديداً حتى غشي عليها .. وهنا قال الامام السجاد (عليه السلام) لعمته زينب : يا عمه ارفعي رقيه عن راس ابي فقد فارقت الحياه ! .
نلاحظ في كلا الموقفين ان الامام السجاد هو الذي كان يعلم بحال اليتيمه ويخبرهم بما جرى عليها نعم وهو الامام العالم بكل شيء ولكن مما لاشك فيه انه كان يصب عطفه وحنانه على تلك الصغيرة بشكل خاص فهي اولاً اخته وامانة ابيه التي تعلق بها قلبه، وهي الطفلة العارفه بمقام ابيها المعصوم على صغر سنها،لاسيما وانها رافقتهم في واقعة الطف وجرى عليها ما جرى من الضرب والشتم