2022-06-12 11:43:58
سر المحبّة للحاج قاسم (رض)
ركّز على آداء وظيفتكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجب الخروج من حالة الإستقلالية حيث تقول أنا الذي قمت بهذا العمل، أنا فعلت كذا، قد لا تقول عبارة "أنا" بشكل صريح، ولكن في باطنك الأمر كذلك، فإن زال ذلك ستحل كل الأمور، بأن لا ترى وترجع أي شيء إلى نفسك، كل شيء منه وبه.
وأن لا يكون ذلك مجرد شعار لساني، بل أن يكون حقيقة يستطيع الإنسان أن يدركها بجميع وجوده ويفهمها، وأن ينال كشفها وشهودها، ولذلك يقول بأن دور الأنبياء والوحي الإلهي بأن يجعلوا الناس يخرجون من نظرة الإستقلال هذه لأنفسهم، بأن لا ترى نفسك، لا ترى دمعك ولا تنظر لصلاة ليلك... من أنت؟ ارتقِ قليلًا فلن يبقى شيء.
رضوان الله تعالى على قائد القلوب الذي يجب أن لا يُنسى، القائد الحاج قاسم سليماني، وأمثاله الذين لدينا الكثير منهم، هذا الرجل الذي ملكوته كان أعظم مما رأيتموه من هذا السيل من الناس الذين كانوا يشيعونه، وماذا كان يصنع الملائكة وكيف كان الأنبياء يأتون لإستقباله، كيف أن أئمة الهدى (عليهم السلام) كانوا يثنون عليه، وذلك كان سببه أنه لم يكن يرى نفسه؛ لم يكن يرى أي شيء من نفسه، هل تراه فعل شيئًا حتى تُلقى محبته في قلوبكم؟ بل كان منشغلًا بآداء وظيفته.
وقد قلتُ لكم آلاف المرات ركّزوا على آداء وظيفتكم، ماذا يقول فلان، وماذا سيحدث وماذا لن يحدث، والإلتفات لليمين واليسار، وهل رأى فلان دمعي أم لم يرَه، وهذا الشخص الفلاني قد رأى خدمتي العظيمة التي قدمتها، كان (الحاج قاسم) قد ركّز كل مجهوده على آداء وظيفته، فإن الإنسان حينما يتصل بالعوالم الربوبية فإن جميع العالم يُظهر العشق له، ولذلك فقد ألقى الله (تبارك وتعالى) محبة الحاج قاسم في قلوبنا جميعًا وجميعنا نُحبه، حتى الأشخاص الصالحين والسيئين كانوا يحبونه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سماحة الأستاذ الغفّاري (حفظه الله)
@Ya8affar
153 views08:43