Get Mystery Box with random crypto!

‏ما هي الهوية القائمة على العار؟ كلنا يخطئ، لكن هناك فرق بين | محمد | سايكولوجي

‏ما هي الهوية القائمة على العار؟

كلنا يخطئ، لكن هناك فرق بين أن ترى سلوكك خطأ، وبين أن ترى نفسك أنك أنت الخطأ!. كلنا يرتكب حماقات أحياناً، وهذا يختلف عندما ترى نفسك أنك أنت الحماقة ذاتها، الخطأ يشعرك بالضيق، أما العار فيشعرك أنك لا شيء وبلا قيمة عندما يصبح العار هوية، والوجود عار.

‏وهناك فرق بين العار كشعور، وبين العار كهوية، فالعار شعور طبيعي يصيبنا جميعاً إذا خرقنا ما نؤمن به من مبادئ، هو ليس الأصل في حياتنا لكنه قد يحدث بشكل مفرد، ويولد شعوراً مؤلما، وندماً يجدر تصحيحه وعدم تكراره، لكن تبقى الهوية سليمة، لكن العار كهوية أمر مختلف وهو ليس طبيعي بل مرضي.

‏الهوية القائمة على العار تتراكم تدريجياً بسبب البيئة وتعامل الأسرة، فعندما يخطئ الطفل، بدلاً من قول "لا بأس كلنا يخطئ" يقال له "أليس من العيب أن ترتكب هذا الخطأ يالك من أبله" فينشأ لديه قانون مشوّه "يجب ألا أخطئ"، بينما الأصل في الصغار أنهم يخطؤون لاندفاع شخصيتهم وقلة خبرتهم.

‏عندما يشعر الطفل أن أفراد الأسرة تشمئز منه كشخص وليس تغضب منه كسلوك، فيتوقف لدى الطفل النمو الطبيعي الإيجابي لنظرته لنفسه، فبدلاً من المشاركة والإقدام والثقة، تنشأ لديه سلوكيات الانسحاب، والانعزال، والاستسلام، والخنوع، والصمت، والشعور أنه غير مرغوب فيه وغير محبوب.

‏من لديهم الهوية القائمة على العار، تنشأ لديهم نقد مدمر للذات، فكل شيء هو خطأهم، في مجلس، في عمل، في تعلم، في أسرة، في أداء، وتتأثر علاقاتهم، ويضعون حواجز بينهم وبين غيرهم لئلا يكتشف حقيقتهم أحد في اعتقادهم، ولديهم سرعة للغضب وحساسية شديدة، وكأن هويتهم جرح مفتوح.

‏إن من يعاني هذه المشكلة لابد له من جلسات علاج نفسي، فعلاجه ليس أدوية أو نصائح عامة، بل مراجعة شاملة لنظرته لنفسه، ومنابع أفكار من أي المواقف تكوّنت، والبدء بتدريبه بتمارين داخل العيادة النفسية أو خارجها في كيف يتعاطف مع نفسه ويقدرها، فيمارس ما لم يكن يمارسه مع نفسه سابقاً.

‏إن الهوية القائمة على العار، هو جرح غائر، لا يتم علاجه بسرعة، بل يتطلب وقتاً، فيتعلم كيف يتعامل مع نفسه من جديد بشكل صحيح، كما كان يتعامل مع نفسه ولسنوات بشكل خاطئ، والشفاء منه بالتدريج مع معالج نفسي، يعتمد على استراتيجيات العلاج بالحوار في اكتشاف الإنسان لحقيقة نفسه الجيدة.
شكرا

#أسامة_الجامع