2021-09-16 06:50:35
* سلسلة غزوات النبي صلے اللھ عليه وسلم {{السيره النبوية}} *
* الأثر الجليل في مسيرة الدعوة *
* وإنتقالها من الضعف والإستتار *
* إلى القوة والجهار *
* وبناء الدولة والرجال *
* الجزء الرابع *
* ☜《《الكفاح الدامي》》*
إستفزازات قريش ضد المسلمين بعد الهجرة واتصالهم بعبد الله بن أبي:
قد أسلفنا ما كان يأتي به كفار مكة من التنكيلات والويلات ضد المسلمين،
وما فعلوا بهم عند الهجرة،
مما استحقوا لأجلها المصادرة والقتال،
إلا أنهم لم يكونوا ليفيقوا من غيهم،
ويمتنعوا عن عدوانهم،
بل زادهم غيظا أن فاتهم المسلمون
ووجدوا مأمنا ومقرا بالمدينة،
فكتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول،
وكان إذا ذاك مشركا بصفته رئيس الأنصار
قبل الهجرة- فمعلوم
أنهم كانوا مجتمعين عليه،
وكادوا يجعلونه ملكا على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به
كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين يقولون لهم في كلمات باتة:
إنكم آويتم صاحبنا،
وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه،
أو لنسيرن إليكم بأجمعنا،
حتى نقتل مقاتلتكم،
ونستبيح نساءكم .
أبو داود باب خبر النضير
وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة
وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم،
لما يراه أنه استلبه ملكه-
يقول عبد الرحمن بن كعب:
فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم،
فقال:
لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ،
ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم،
تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم،
فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا .
أبو داود باب خبر النضير
امتنع عبد الله بن أبي بن سلول عن إرادة القتال عند ذاك،
لما رأى خورا أو رشدا في أصحابه،
ولكن يبدو أنه كان متواطئا مع قريش،
فكان لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين ،
وكان يضم معه اليهود،
ليعينوه على ذلك،
ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التي
كانت تطفئ نار شرهم حينا بعد حين.
صحيح البخاري 2/ 655، 656، 916، 924.
إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
ثم إن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمرا،
فنزل على أمية بن خلف بمكة،
فقال لأمية:
انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت،
فخرج به قريبا من لقف النهار،
فلقيهما أبو جهل
فقال: يا أبا صفوان،
من هذا معك
فقال: هذا سعد،
فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنا
وقد آويتم الصباة
وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم،
أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما ،
فقال له سعد
ورفع صوته عليه:
أما والله لئن منعتني
هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه، طريقك على أهل المدينة.
صحيح البخاري، كتاب المغازي 2/ 563.
قريش تهدد المهاجرين
ثم إن قريشا أرسلت إلى المسلمين تقول لهم:
لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب،
سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم.
رحمة للعالمين 1/ 116.
ولم يكن هذا كله
وعيدا مجردا،
فقد تأكد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
من مكيد قريش وإرادتها
على الشر ما كان لأجله
لايبيت إلا ساهرا،
أو في حرس من الصحابة،
فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة ليلة، فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة،
قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح،
فقال: من هذا
قال: سعد بن أبي وقاص،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما جاء بك
فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت أحرسه،
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم نام.
مسلم باب فضل سعد بن أبي وقاص 2/ 280 واللفظ له، وصحيح البخاري- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله 1/ 404.
* ولم تكن هذه الحراسة *
مختصة ببعض الليالي
بل كان ذلك أمرا مستمرا،
فقد رويَ عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ليلا،
حتى نزل:
*{{ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }}*
فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأسه من القبة،
فقال:
*《《يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل》》*
جامع الترمذي أبواب التفسير 2/ 130.
ولم يكن الخطر مقتصرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
بل على المسلمين كافة ،
فقد روى أبيّ بن كعب،
قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة
وآوتهم الأنصار رمتهم العرب
عن قوس واحدة،
وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح
ولا يصبحون إلا فيه.
*يتبع الجزء الخامس *
* ☜يتبع الإذن بالقتال *
جمعه محبكم في الله أبوعبدالرحمن غفرالله له مالاتعلمون
199 views03:50