2022-05-13 10:05:46
عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ قَالَ:
((أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ)). وَقَالَ:
((اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ)).(رواه البخاري (٦٤٦٥))
(كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
((...((ما تطيقون)) أي قدر طاقتكم، والحاصل أنه أمر بالجد في العبادة، والإبلاغ بها إلى حد النهاية، لكن بقيد: ما لا تقع معه المشقة المفضية إلى السآمة والملال))."فتح البارى" (١١/٢٩٩)
____
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ)).(رواه البخاري (٣٩))
(كتاب الإيمان - باب الدين يسر)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
النهي عن التشديد في الدين، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله ﷺ: ((لن يشاد الدين أحد إلا غلبه)) يعني: أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة، فمن شاد الدين غلبه وقطعه.____
عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ)). قَالُوا وَلاَ، أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ:
((وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ)).(رواه البخاري (٦٤٦٧))
(كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
((السداد: هو حقيقةُ الاستقامة، وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد، كالذي يرمي إلى غرضٍ، فيُصيبه))."جامع العلوم" (ص: ٥١٢)
وقال ابن الجوزي رحمه الله:
((المقاربةُ: القصد في الأمور من غير غلوٍّ ولا تقصيرٍ))."غريب الحديث لابن الجوزي" (٢/٢٢٨)
وذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في معرض شرحه للأحاديث المذكورة السابقة:
أن فيها إشارة إلى أن أحب الأعمال إلى الله - عز وجل - شيئان:
أحدهما: ما داوم عليه صاحبه وإن كان قليلاً، وهكذا كان عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمل آله وأزواجه من بعده. وكان ينهى عن قطع العمل .
والثاني: أن أحب الأعمال إلى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير ، دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير.وقال - رحمه الله - في تفسير
(سددوا وقاربوا): المراد بالتسديد: العمل بالسداد، وهو القصد، والتوسط في العبادة فلا يقصر فيما أمر به، ولا يتحمل منها ما لا يطيقه . ( المحجة في سير الدلجة ٤٥ - ٥١ )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
" فإن المشروع المأمور به الذي يحبه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - هو الاقتصاد في العبادة .. "إلى أن قال :
" فمتى كانت العبادة توجب له ضرراً يمنعه عن فعل واجب أنفع له منها، كانت محرمة، مثل أن يصوم صومأ يضعفه عن الكسب الواجب ، أو يمنعه عن العمل أو الفهم الواجب ، أو يمنعه عن الجهاد الواجب .
وكذلك إذا كانت توقعه في محل محرم لا يقاوم مفسدته مصلحتها، مثل أن يخرج ماله كله، ثم يستشرف إلى أموال الناس ويسألهم .
وأما إن أضعفته عما هو أصلح منها، وأوقعته في مكروهات، فإنها مكروهة".
"مجموع الفتاوى" ( ٢٥/ ٢٧٢ ) .
____
135 viewsedited 07:05