2022-04-08 21:54:51
اِنْتَفضَ جَسدي و ثَارت الدِماء دَاخِلي حَتّى بَرز لي عِرْقُ مُنتَصفِ الجَبْهَة، جَلسْتُ اُراقِب قُشَعْرِيرة جَسدي اَمامَ المِرْآة و يَدي تَقبضُ كُرَة اِسْفَنْجيّة و بِيَدي الاُخرى زُّجَاجة ماء، نَعمْ استيقظتُ من كَابُوسٍ آخر!
مُنتَصف اللَّيْل، اِرْهَاقٌ و رُهابْ، تَفكيرٌ زائِد و تلوَّنِ الجَفِنيْن و اِصفرارُ الوَجْنتين، تَقلُّبات الوَزْن و المَزاج، اِهمال الجَسد و الرُوح و جلدُ الذاتْ، تَجاربٌ مَنْسيّة و ذِكرياتٌ قَديمة عادتْ إلى شاشةِ العَرض، تناقضاتٌ و انسِحابْ، اللُّجُوء إلى الخِطّة الاَخيرة و عَدم تَنفيذها.
جَريتُ مُسرعاً إلى الشَّارع، التَقطْتُ انفَاسِي و انا ارتدي المعطف، لا اَدري إلى أينَ انا ذاهبْ، اخَذَتْ بي حِيرَتي إلى مَقهى على زَّاويةِ تَقاطُعِ خَطّينْ، هرولَ النادِلُ و بِيدهِ فِنجان قَهْوَة، نظرتُ إليهِ مُتعجِباً :
- قَهْوَة!
- الا تحتاج وحدتكَ قليلاً من القَهْوَة؟
- عُذراً، مَتى دخلتُ المَقهى وحيداً من قبل!
- متى دخلتَ الحَانَة آخِرَ مَرّة؟
- خَمْر!
- جاثومٌ آخر سَيدي لِلّيلَة و فِنجان قَهْوَة لِلصَباح و طاولةٌ لكَ وحدك، التَحْلِية الآن او مِثلَما العادة قبلَ دفعِ الحِساب؟
- تَحْلِية!
- الا تُريدُ وحدتكَ قليلاً من السُّكَّر؟
- نَعمْ، و لا تَنسى القلم و الأوراق دعني وحيداً اكتبُ ما جَرى.
حملتُ القلَم و سقطتْ معهُ أولى كلماتي بِسؤال :
- اتحتاجُ وحدتنا لِلمذاق الحلوِّ الحادقْ اَمْ عقلٍ حاذِق، اتحتاجُ وحدتنا قليلاً من المُرِّ اللاذِعْ اَمْ مرارةُ الايامِ كَافية؟
- لِـ #أسامة_الهاشمي
- 8 ابريل 2022
@OsmaAlhashemi
1.4K views18:54
ا
