17ـ *الحديث السابع* : .. وله : عن عمرو بن عوف رضي الله عنه : | قطوف من العلم
17ـ *الحديث السابع* : .. وله : عن عمرو بن عوف رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث *أبا عبيدة بن الجراح* إلى *البحرين* يأتي *بجزيتها*، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأمّـر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة ، فوافـوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال : ( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ فقالوا : أجل يا رسول الله ، قال : فأبشروا وأملوا ما يسركم ، *فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بُـسطت على من كان قبلكم* ، *فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم* ) .
فوائد من الحديث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 1ـ هذا الحديث فيه: ذكر شيء من الفتن ، ... *وهي فتنة بسط الدنيا على الناس* . . 2ـ أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل *ـ أمين الأمة ـ أبا عبيدة عامر بن الجراح* رضي الله عنه إلى البحرين ؛ بعدما صالح أهلها على الجزية ليأتي بهذا المال الذي يدفعونه للمسلمين بموجب الصلح ، وأمّـر عليها العلاء بن الحضرمي ّ رضي الله عنه . . 3ـ ـ *الجزية* : هي مقدار من المال يدفعه الكتابي للمسلمين على أن يتركوه ، ويكفوا عنه القتال . . 4ـ *البحرين* : يراد بها الإحساء .. ، كانت في الأول تسمى البحرين ، أما الآن : *فصار اسم البحرين خاصا ← بمملكة البحرين بداخل البحر* . . 5ـ لما سمع *الأنصار* رضي الله عنهم بمقدمه ؛ • كانوا في حاجة ، • فرحوا بذلك ، • وبادروا بالحضور عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، • وصلوا معه الفجر . . 6ـ لما رآهم صلى الله عليه وسلم *تبسم تعجبا* منه صلى الله عليه وسلم *لسرعة الناس في طلب الدنيا* ، *مع فضلهم وشرفهم* ، *لكن المال فتنة* ، وهم بحاجة أيضا إلى المال . . 7ـ قال صلى الله عليه وسلم : ( أملوا ما يسركم) : هذا من كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع الناس عموما ، ومع أصحابه خصوصا .... لن يدخر شيئا عنهم . 8 ـ *موضع الشاهد من الحديث* ↓↓ ( *ما الفقر أخشى عليكم* ) ؛ لأن الفقر ليس معه منافسة وليس معه تحاسد ، وليس معه شيء من الحزازات في النفوس ... *لأنه ليس هناك موجب للتحاسد وللتنافس لعدم المال* ، المال هو الفتنة : ( *إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ* ) . 9ـ ( *ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا* ) ↓↓ ييسر عليكم المال والغنى والثروة فحينئذ : • يحصل تنافس عليها ، كل يريد أن يحوزها عن الآخر ... •° يؤدي إلى تحاسد ، •° يؤدي إلى البغضاء ، •° يؤدي إلى أمور لا تحمد طبيعة الإنسان هكذا *حتى لو كان من أهل الفضل* ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ) -المال يدفع المسلم للمنافسة مع أخيه - وإذا تنافسا صار في النفوس شيء ... - *والمفروض في المسلمين*: التواصل ، المحبة فيما بينهم ، والتعاون .
10 ـ وفي رواية : *( وتلهيكم )* : • تلهيكم عن الاخرة • وعن العمل الصالح ... يعجزون عن الجمع بين العمل للدنيا والعمل للآخرة على الوجه المطلوب .. . 11ـ *هما ضرتان* *الدنيا والآخرة* .. إذا مِـلت إلى إحداهما ، أغضبت الآخرى ، ● فمن مال مع دنياه أضر بآخرته ، ○ ومن مال مع آخرته أضر بدنياه . . 12ـ ( *فتهلككم* ) هذه النتيجة ، في النهاية يحصل الهلاك للأمة ، *إذا وصلت إلى هذا الحد فإنها تعاقب* فصار المال سببا لهلاك الأمة وحلول العقوبة فيها ، وهذا ما حصل ، هذا ما تخوفه رسول الله صلى الله عليه وسلم . . 13ـ فدل على أن المال فتنة *يُـخاف منه حتى على أصلح الناس* ، ← الأنصار هم أصلح الأمة بعد المهاجرين ، ◆ ومع هذا خاف عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم *من فتنة المال* . ــــــــــــــ الدرس الأول #شرح_الفتن_والحوادث_الشيخ_صالح_الفوزان ـــــــــــــ • قطوف من العلم http://t.me/qotoofmnatafseer •°•°•°• 15