2022-06-05 04:19:09
17ـ *
الحديث السابع* :
..
وله : عن عمرو بن عوف رضي الله عنه :
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
*
أبا عبيدة بن الجراح* إلى *
البحرين* يأتي *
بجزيتها*،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأمّـر عليهم العلاء بن الحضرمي،
فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة ،
فوافـوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف ،
فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم،
ثم قال :
( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟
فقالوا : أجل يا رسول الله ،
قال : فأبشروا وأملوا ما يسركم ،
*فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بُـسطت على من كان قبلكم* ،
*فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم* ) .
فوائد من الحديث
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
1ـ هذا الحديث فيه:
ذكر شيء من الفتن ، ...
*
وهي فتنة بسط الدنيا على الناس* .
.
2ـ أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل
*ـ
أمين الأمة ـ أبا عبيدة عامر بن الجراح* رضي الله عنه إلى البحرين ؛
بعدما صالح أهلها على الجزية ليأتي بهذا المال الذي يدفعونه للمسلمين بموجب الصلح ،
وأمّـر عليها العلاء بن الحضرمي ّ رضي الله عنه .
.
3ـ ـ *
الجزية* :
هي مقدار من المال يدفعه الكتابي للمسلمين على أن يتركوه ، ويكفوا عنه القتال .
.
4ـ *
البحرين* : يراد بها الإحساء .. ،
كانت في الأول تسمى البحرين ،
أما الآن :
*
فصار اسم البحرين خاصا ← بمملكة البحرين بداخل البحر* .
.
5ـ لما سمع *
الأنصار* رضي الله عنهم بمقدمه ؛
• كانوا في حاجة ،
• فرحوا بذلك ،
• وبادروا بالحضور عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
• وصلوا معه الفجر .
.
6ـ لما رآهم صلى الله عليه وسلم
*
تبسم تعجبا* منه صلى الله عليه وسلم
*لسرعة الناس في طلب الدنيا* ،
*
مع فضلهم وشرفهم* ، *
لكن المال فتنة* ، وهم بحاجة أيضا إلى المال .
.
7ـ قال صلى الله عليه وسلم :
( أملوا ما يسركم) :
هذا من كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع الناس عموما ، ومع أصحابه خصوصا ....
لن يدخر شيئا عنهم
.
8 ـ *
موضع الشاهد من الحديث*
↓↓
(
*ما الفقر أخشى عليكم* ) ؛
لأن الفقر ليس معه منافسة
وليس معه تحاسد ،
وليس معه شيء من الحزازات في النفوس ...
*لأنه ليس هناك موجب للتحاسد وللتنافس لعدم المال* ،
المال هو الفتنة : ( *
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ* )
.
9ـ (
*ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا* ) ↓↓
ييسر عليكم المال والغنى والثروة فحينئذ :
• يحصل تنافس عليها ، كل يريد أن يحوزها عن الآخر ...
•° يؤدي إلى تحاسد ،
•° يؤدي إلى البغضاء ،
•° يؤدي إلى أمور لا تحمد
طبيعة الإنسان هكذا
*
حتى لو كان من أهل الفضل* ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )
-المال يدفع المسلم للمنافسة مع أخيه
- وإذا تنافسا صار في النفوس شيء ...
- *
والمفروض في المسلمين*:
التواصل ، المحبة فيما بينهم ، والتعاون .
10 ـ وفي رواية :
*(
وتلهيكم )* :
• تلهيكم عن الاخرة
• وعن العمل الصالح ...
يعجزون عن الجمع بين العمل للدنيا والعمل للآخرة على الوجه المطلوب ..
.
11ـ *
هما ضرتان* *
الدنيا والآخرة* ..
إذا مِـلت إلى إحداهما ، أغضبت الآخرى ،
● فمن مال مع دنياه أضر بآخرته ،
○ ومن مال مع آخرته أضر بدنياه .
.
12ـ ( *
فتهلككم* ) هذه النتيجة ،
في النهاية يحصل الهلاك للأمة ،
*
إذا وصلت إلى هذا الحد فإنها تعاقب* فصار المال سببا لهلاك الأمة
وحلول العقوبة فيها ،
وهذا ما حصل ،
هذا ما تخوفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
.
13ـ فدل على أن المال فتنة *
يُـخاف منه حتى على أصلح الناس* ،
← الأنصار هم أصلح الأمة بعد المهاجرين ،
◆ ومع هذا خاف عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم *
من فتنة المال* .
ــــــــــــــ
الدرس الأول
#شرح_الفتن_والحوادث_الشيخ_صالح_الفوزان
ـــــــــــــ
• قطوف من العلم
http://t.me/qotoofmnatafseer
•°•°•°•
15
11 viewsedited 01:19