Get Mystery Box with random crypto!

س/ كيف اتخلص من مشكلة التسويف؟ وعلاقتي الضعيفه بالله؟ بسم الل | غُرَبَاء

س/ كيف اتخلص من مشكلة التسويف؟ وعلاقتي الضعيفه بالله؟

بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد:

من البديهي جدًا معرفة هذه المعادلة: تقصير في حق الله = تقصير في باقي الجوانب الحياتية.

لذلك يجب عليك تأدية حق الله، وذلك بالخمس المكتوبات، والطاعات، من ذِكر وقرآن.

فلن تنال شئ وأنت في معصية لله، لن تنل الخير أبدًا، بدون طاعة الله عز وجل.

لذلك اجتهد في الطاعة، وجاهد نفسك التي تأمرك السوء، وتبعدك عن رب العباد.

فما نفسك سوا هوى يهوي بك إلى التهلكة، لو تعلم معنى أنك عبد/أمَّةَ لرب العالمين، وأنك خلقت للعبادة، فقط للعبادة.

وأنت لم تفعل لما خلقت لأجله!

ومن أسباب التقصير هذا غفلتك وقسوة قلبك عن حق الله، وذلك ليس بفعل فاعل، كالشيطان مثلًا، إنه بفعل نفسك، كيد الشيطان ضعيف، وعدوك هو نفسك.

لا تعتمد على رحمة الله وعفوه، فهذا من السفه! لأن كما له رحمة وسعة كل شئ، فإنه شديد العقاب.
﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُون﴾

سارع ليقظة قلبك وإحياء نفسك، وإدراك أنك بأفعالك على شفا حفرة من النار، نار الله المُوقدة.
﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ﴾

من أسباب الغفلة كثرة المعاصي، فإنك خُلقت بقلب أبيض دنسه كل فعل شنيع، يغضب الله، حتى أصابه مرض الغفلة والقسوة.

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ }.

لن يعذر الله شقي بني آدم عن قسوة قلبه! فإذا القلب إذا قسا خرج عن دائرة التلذذ بالطاعات ورأها عبء عليه، مما يدخله في دائرة صفات المنافقين، وهم في الدرك الأسفل من النار -اللهم نعوذ بك من نار جهنم- ايقظ نفسك!

وكذلك نسيانك لفكرة الموت! كل ثانية تحسب عليك، ولن تعود لك مرة ثانية!

ولا تحسبن أن أجلك لم يحن! فكم من شباب في عمر الزهور وافتهم المنية، والآن هم تحت الثرى يتحسرون.

فليكن الموت حاضرًا في قلبك دائمًا لينبهك أنك فقط تعيش سنوات معدودة قليلة، لكن بعَملِك تُخلد أبدًا في دار الأخرة.

في الجنة أو النار، كُلِ حسب عملك وفعلك!

يمكنك مشاهدة فديوهات لشيوخ مثل سعيد الكملي، محمد الغليظ، سمير مصطفى للتذكرة بالموت، وإحياء النفس.

ومن هنا ندخل للشِق الأول الذين اخرناه من البداية:
لماذا أنت تفعل ما تفعل! وقفة في النفس وتحديد دوافع قوية، ولو بحثت جيدًا فأول دافع سيكون لأجيب لرب العالمين عندما يسألني عن عمري فيما افنيت.!

وربُ البيت الدُنيا تفنى، ويبقى العمل، ونبعث للحساب، ويُسأل كل مبعوث، يبنى آدم: فيما عشت وعلى ما عشت!

المؤمن المستحضر لهذه الحقيقة وأنه في صراع مع الموت كل يوم، يا قاتل يا مقتول، سيخاف -أي والله- سيخاف على وقته أن يضيع في التفاهات، ومتابعة الماجريات.

إذا تشبع قلبك بحقيقة أن كل ثانية تذهب بلا عودة، والموت يدنو مع كل لحظة منك.

لاستحيت والله من أن يضيع وقتك في غير نافع أو في متابعة الهراء

الاستنفاع بالوقت لا يأتي إلا بمكافحة النفس والهوى، ومكابدتها بما تكره من ترك الهوى وشهوات النفس.

فالنفس أمارة بالسوء، وإن لم تكابدها؛ ضيعتك!

يمكن أن تطبق مثل هذه الخطوات لتعينك على الانجاز:

١) لاتسهر، فالسهر بلا فائدة من علامات عقاب الله لك على معصيتك، فاحذر الغفلة، صلي وقول أذكار قبل النوم، ونام.

٢) استيقظ لصلاة الفجر -من صلى الصبح فهو في ذمة الله؛ أي في حفظ الله- وقل أذكارك، واقرأ وردك من القرآن.

٣) بعدما انتهيت من الطاعات يكون لك جدول به خمس مهام محددة من الأمس تبدأ بانجازه، ابداء بالصعب ثم السهل، الأهم ثم المهم، فإن في البكُور بركة.

٤) مما يعنيك على الانجاز عدم المكوث في نفس الغرفة الخاصة بالنوم، اخرج لمكان به هواء نقي، واملاء صدرك به.

٥) هاتفك مغلق، ومقطوع عنه الأنترنت حتى تنهي ما عليك، وإن كان يوجد ما ينجز من الهاتف فإنه يأخر لبعد انجاز ما قبله.

٦) إن كنت لست بحاجة لمواقع التواصل الإجتماعي فاحذف حساباتك عليها أفضل.

٧) اتقي الله رب العالمين في وقتكِ؛ قلل نوم أكثر من العمل.


والحمد لله في الختام، أن وفقني لمثل هذه الإجابة.

غدًا نلقى الله رب العالمين، بنفس مَرضِي عنها، غير مغضوب عليها، عملت ووفت بإذن الله.

اللهم آمين.