2021-10-01 09:57:09
للتو أطفأت سجارتي التي غاصت في أعقاب الأخريات
مرت عدة أيام لم أر وجهي، لا أظن هناڪ ما يستدعي هذا الأمر، ليس ثمة أحد ينسى وجهه على هذا النحو، هناڪ من يعتني به لأجل الأطلالة الباهرة التي ستجعل عشيقته تغدقه بالقبلات، والآخر حياته حافلة بالشخصيات المهمة للحد الذي يرى نفسه بالمرآة لعدة مرات أذڪر مالڪ العمارة حينما قال لي: "أنصحڪ أن تأخذ المڪان الذي يطل على الشارع الرئيسي ڪي يؤنس وحدتڪ تعجبت من نصيحته وسألت نفسي: ألا هذا الحد يصل الحال أن يڪون المڪان خالي إلا من الموت لتنحصر الحياة في الطريق العام ؟! تجاهلت رأيه ڪي لا يزعجني دبيب العامة مر أڪثر من يومين، لم أسمع صوت أحدهم في اليوم الثالث أشتد بي الجوع، فڪرت بطريقة ما لأقتناص الصوت المرجو، أنتظرت إلى الساعة السادسة مساءً ثم نهضت أطرق الأبواب ڪي أسألهم عن القليل من السڪر أضعه في فنجان الشاي، طرقت لعدة مرات وفي ڪل مرة أنادي بصوت أعلى، ولڪن المؤسف لم يجب الصوت الذي تخيلته طيلة انتظاري، عدت إلى زاويتي مثقل بالخيبة، ليس هنا غيري يسڪن في هذا المڪان، رميت بجسمي على الڪرسي المهترئ ما معنى هذا ؟
بدت لي الحياة تتفرسني بوجهها البشع
لم أختر هذا المڪان عن قصد، إنها ترميني في أڪثر الأمڪنة ظلامًا أتذڪر ذلڪ المنزل الذي مڪثت به وحدي في مقتبل العمر، ڪان يقطن في أواخر القرية يحيطه مدى الصحراء المقفرة بينما بقية المنازل ملتقصة بعيدة عنه ڪأنها واجفه من إنارته القاتمة التي تعتلي ناصيته، رحلت عنه منذ سنوات، واليوم يعود لي خوفي، ذلڪ الخوف؛ أن تزدرد صوتڪ قسرًا، أستيقظ ڪل صباح، أتفقد الورقة التي رميتها على مدخل الباب الرئيسي ربما اليوم أزاحها أحدهم أو دهسها على غير قصد، تتوالى الأيام والورقة باقية دونما أثر، إنه لشيء قاسي أن تبحث عن الحياة بطريقة ساذجة وبريئة يبدو ذلڪ أقرب إلى حال عجوز فقيرة تحلم إلى الآن بقطعة ڪعڪ بخيسة الثمن تلڪ التي رأتها من خلف زجاج محل السڪاڪر آنذاڪ في طفولتها لا أفهم ڪيف للقدر يقتحم أڪثر الأشياء صلابة ويعجز عن أتفه التفاصيل، تشعر وڪأنما العالم تخطاڪ، إنڪ وحدڪ هناڪ منسي بطريقة مؤسفة مثل دمية بين
ڪومة نفايات الشمس غربت اليوم ڪعادتها، رأيتها بالصدفة بينما وقفت أمام النافذة أتأمل الشارع الخالي لم يثير بي
تلاشيها أي شعور حالم، بدت ڪل شيء مهترئ، أتعلم ما معنى ذلڪ ؟ إنه نذير الموت ! أن تفقد الدهشة من أڪثر الأحداث المثيرة دلالة أن روحڪ أوشڪت على التعفن رأيت الظلام يخيم على نواصي المنازل ثم يحبو بين الأزقة بدا ڪأنه جموع من الأطياف السوداء
تحولت إلى ڪتلة هلامية، تتراقص على هوادة بشڪلٍ مسرحي، صرخاتها صامتة يبدو لي ذلڪ من أفواهها التي تُفغر بتفاوت، أشعر بموسيقاها الخرساء تقتحم دخيلتي وترعب فؤادي حينما تعيش لوحدڪ ترى ڪل الأشياء الجامدة تحاول
قتلڪ باعتبارڪ دخيل عليها في ڪل مرة أعود لفراشي يعتريني هاجس من الخيفة؛ من سجائري أن تعود وتشتعل أخاف من الشمعة تلڪ حينما أخمدها بعدما أغلق ڪتابي، ذلڪ الموقد الذي يقض مضجعي لأتأڪد هل يتسرب منه الغاز بعد آخر فنجان قهوة أحتسيته على أطلال الماضي، لطالما ڪان يسرق النوم مني لساعات طويلة، ران بي الأمر إلى أن استبدلته بالآلة الڪهربائية المسماه بـ "الهيتر" حسبت أني سأنام بشڪل أفضل من السابق ولڪن حلقاتها المعدنية المتوهجة تحاول الإنتقام للموقد، أخاف أن يعود الزمن قليلاً للوراء دوني، ويأتي يوم أستيقظ به لأجدني تحولت إلى كڪتلة رماد!."
190 viewsحومصي ٘حلي٘وهہ ⁽(⇣̀ ‘ ،!)''۽, 06:57