Get Mystery Box with random crypto!

احداث المخلاف السليماني بعد وصول الشريف خيرات بن شبير واسرته و | اليمن_تاريخ_وثقافة

احداث المخلاف السليماني بعد
وصول الشريف خيرات بن شبير واسرته واعوانه قادما من مكة

لم يجد الباحث صعوبة كبيرة في رسم صورة واضحة لكيفية وصول الأشراف آل خيرات إلى الإمارة في المخلاف السليماني، وذلك لندرة وشح الروايات التاريخية التي تناولت المخلاف السليماني قبيل وصول هذه الأسرة إلى الإمارة، حتى أن البهكلي صاحب كتاب العقد المفصل الذي تناول حوادث المخلاف السليماني بشكل عام ومدينة أبي عريش بشكل خاص في عهد الشريف أحمد بن غالب 1101-1105هـ/1689-1693، وكان ذلك بعد حوالي خمس وعشرين سنة من استيطان الشريف خيرات جد هذه الأسرة وأولاده وأحفاده في مدينة أبي عريش، لم يشر إلى هذه الأسرة أو إلى أحد من أفرادها، ولو كان لهم نشاط سياسي لأشار إليه في ظل إقامتهم في مدينة "أبو عريش"، بجوار الشريف أحمد بن غالب، وذلك لتشابه الأسباب التي أدت إلى خروجهم من مكة، وطموحهم السياسي الذي دفعهم إلى الاستعانة بأئمة اليمن ليساعدوهم في الوصول إلى إمارة مكة، كما لم يذكر البهكلي أيضاً في كتابه أن الشريف أحمد بن غالب استعان بأحد أفراد هذه الأسرة أثناء إمارته في المخلاف رغم المشاكل التي واجهته. كما أن النمازي الذي تناول حوادث المخلاف السليماني في كتابه خلاصة السلاف حتى سنة 1141هـ/1728م، وهي السنة التي وصل فيها الأشراف آل خيرات إلى الإمارة في المخلاف وانفرد بتحديد السنة التي قدم فيها الشريف خيرات إلى المخلاف لم يذكر أيضاً أحداً من أفراد هذه الأسرة منذ وصول الشريف خيرات إلى المخلاف، حتى سنة 1140هـ/1727م، وهي فترة تكاد تبلغ الخمس والستين سنة تقريباً.
كان الأشراف آل الخواجي أول أسر المخلاف السليماني الذين أعلنوا معارضتهم ورفضهم لإمارة الشريف أحمد منذ توليه الإمارة، فيقول البهكلي عن وصول الشريف أحمد إلى أبي عريش متولياً لإمارتها:"فتلقاه الناس بالطاعة والانقياد، وأمضى فيهم وعليهم كل ما قصده وأراد ما عدا أهل صبيا فإنهم أبوا ذلك، وما علمت مقتضى ذلك"([i]). ورغم أن البهكلي يذكر عدم معرفته بالأسباب التي جعلت الأشراف آل الخواجي لا يرحبون بالأمير الخيراتي، إلا أن الأسباب لا تعدو ما يرونه من أحقيتهم منه بحكم بلادهم وبقية المخلاف([ii])، فقد توارثوا حكم هذه البلاد من سنوات طويلة، ولهم فيها المكانة الأولى والسيادة من القرن التاسع الهجري، وقد قدموا في سبيل المحافظة على ذلك الكثير من التضحيات ولا سيما في فترة خضوع المخلاف السليماني للعثمانيين([iii]).لذا قرر الشريف أحمد إخضاعهم بالقوة حتى لا تقتدي بهم بقية الأسر والقبائل خصوصاً في هذه الفترة المبكرة من إمارته.وإدراكاً من الشريف أحمد لأهمية هذه المواجهة مع الأشراف آل الخواجي، وإدراكاً منه أيضاً لحاجته إلى القوة العسكرية التي تساعده على تحقيق ما يريد، لأن الوقت لم يساعده بعد على تأسيس قوة عسكرية وتزويدها بالعتاد اللازم للاستعانة بها في تحقيق مراميه السياسية وتطلعاته التوسعية، ولمعرفته كذلك أن أسر وقبائل المخلاف لن تنضم إليه وتدخل في طاعته بسهولة وتسانده ضد بعضها، لما بين هذه الأسر والقبائل من العلاقات والعهود وحسن الجوار([iv])، جلب بعض القوات المرتزقة من الموانئ اليمنية في تهامة اليمن، كما استعان ببعض الأعراب من القبائل الواقعة في شرقي المخلاف السليماني، بالإضافة إلى من انضم إليه من أهل أبي عريش([v]).كوَّن الشريف أحمد حملة عسكرية من هذا الخليط من المقاتلين، وزحف بهم على مدينة صبيا .
، طالباً الدخول تحت طاعته بدون أمر من الإمام لما يراد، وكان رئيس مخلاف وادي صبيا وما والاها يومئذ الشريف حسين بن محسن الخواجي([vii])، فعارضه الشريف ومن هم في ملكه من رؤساء القرى والأعيان، فأمر بالدخول في سلكه وإلا القتال، وما هي [إلا] ([viii]) أيام قلائل حتى التحم بينهم القتال، ومع قلة أجناد الشريف وقع به الانهزام، وولى من ولى من عساكره الأدبار، وأقبلت أجناد صاحب أبي عريش على المدينة، فلم ترحم أحداً من العباد، وانتهكت أيديهم الحاضر والباد، ، وأحرقت المدينة، ولم يبق بها دار، وأجلى أهلها منها، ولم يبق لأحد منهم قرار، وكانت فعلتهم هذه لم تسبق بمثلها لأحد من الأمراء
.ولعل الشريف أحمد كان يهدف من قسوته في التعامل مع الأشراف آل الخواجي، ليجعلهم عبرة لغيرهم من الأسر والقبائل الرافضين لطاعته، لا سيما وأنهم كانوا أقوى أسر وقبائل المخلاف السليماني في ذلك الوقت وأول من جاهر بعدائه. ونتيجة لما حل بالأشراف آل الخواجي على يد الشريف أحمد فقد سارعوا واشتكوه هم وبقية أسر المخلاف إلى إمام صنعاء المنصور الحسين بن المتوكل، فقام الإمام باستدعائه إلى صنعاء، وعزله عن إمارة أبي عريش وأسندها إلى السيد محمد بن القاسم المرتضى([x])، وكان ذلك في مطلع سنة 1142هـ/1729م([xi]).لم يتمكن الأمير الجديد محمد بن القاسم أسوة بمن سبقه من الأمراء من القضاء على حالة الفوضى المستشرية في المخلاف في ذلك الوقت، ولعل عزل الشريف أحمد عن الإمارة- وهو الأمير القوي- قد ساعد على انتشارها، وقد وصف المؤرخ