Get Mystery Box with random crypto!

البهكلي تلك الأوضاع بعد عزل الشريف بقوله:' فيها([xii]) توجهت ا | اليمن_تاريخ_وثقافة

البهكلي تلك الأوضاع بعد عزل الشريف بقوله:" فيها([xii]) توجهت الجهة العريشية إلى السيد محمد بن القاسم المرتضى، فلما وصل إليها حصل بالمخـلاف السليماني عوث من البدوان …. فلم تبق قرية من قرى المخلاف إلا صُبِحت أو خلت من أهلها… فانقطعت الطرقات، وقتل الضعفاء والمساكين من المسافرين والقاطنين، فلم يقر لأهل المخلاف قرار ولا اطمأنت بهم دار، وأجلوا عن أوطانهم"([xiii])ونتيجة لهذه الفوضى الضاربة التي أدت إلى تعطيل مصالح الناس، وألحقت بهم الأضرار، وشردتهم عن أوطانهم، وعجز الأمير الجديد عن التصدي لها والقضاء عليها، سارع بعض رجال المخلاف" من أعيان العلماء وكبراء الأشراف" إلى مطالبة الإمام المنصور بإعادة الشريف أحمد بن محمد بن خيرات إلى إمارة المخلاف من جديد "وعلموا أنه لا يضبط البلاد، ويقمع أهل الفساد إلا سيف سطوته المجرد"، فأجابهم الإمام إلى مطلبهم، وأعاد الشريف أحمد إلى الإمارة، وكان ذلك في سنة 1143هـ/1730م([xiv]).ويبدو أن الشريف أحمد بعد توليه الإمارة مرة أخرى، أدرك من خلال حملته الانتقامية السابقة على الأشراف آل الخواجي في صبيا، وما ترتب على ذلك من عزله عن الإمارة، أن القوة وحدها لا تكفي لإخضاع أسر وقبائل المخلاف، أو أن الإمام المنصور شرط عليه عندما أعاده إلى الإمارة، تجنب سياسة البطش والانتقام، لذلك بمجرد أن عاد إلى المخلاف متولياً للإمارة انتهج سياسة متوازنة في التعامل مع رعاياه، فيقول البهكلي عن هذه السياسة:" وأحسن إلى جميع أهل ولايته صنعاً، فتفرق شمل الأعادي بوصوله… وشمل الأمان القاصي والداني، فاستمر مستعملاً للتيقظ والحزم، والإنصاف والعزم، وحمدت سيرته "([xv]). وقال في موضع أخر :" سوى أنه كان جارياً في أغلب أحواله على السداد، والمسايرة الحسنة لكافة العباد، فيلين في مواضع اللين، ويخشن في مواضع التخشن، فأمنت بولايته الناس"([xvi]). وظل الشريف أحمد على هذه السياسة حتى توفي في سنة 1154هـ.

إمارة الشريف محمد بن أحمد آل خيرات 1154-1184هـ/1741-1770م تولي الشريف محمد بن أحمد الإمارة في أبي عريش بعد وفاة والده باعتباره أكبر أبنائه، وأقره الإمام المنصور على ذلك([i])، لكنه لم يكد يتسلم الإمارة حتى واجهته مشاكل عديدة تمثلت في منافسة عمه الشريف حوذان([ii]) له على الإمارة، ورفض كبار أسر وقبائل المخلاف السليماني لإمارته والدخول في طاعته ، كالأشراف آل قطب الدين، والأشراف آل الخواجي، وقبائل بني شعبة، إلا أن الشريف محمد في سبيل التصدي لهذه المشاكل والقضاء عليها دخل في محالفات مع قبائل يام([iii])، وبعض قبائل المخلاف، والقبائل اليمنية ليمدوه بالمقاتلين، وتمكن بفضل مساعدة هذه القبائل في الغالب من إخماد كل حركات وتمردات أسر وقبائل المخلاف([iv]). وسيتناول الباحث كل مشكلة من هذه المشكلات التي واجهت الشريف محمد كلاً على حدة حسب ما أورده عنها المؤرخ البهكلي في كتابه الخلاصة، إذ إنه ألف كتابه هذا في سيرة الشريف محمد، وقد انفرد بتدوين حروب الشريف محمد مع أسر وقبائل المخلاف. ([i]) المصدر نفسه، ص117. ([ii]) الشريف حوذان: لم تذكر المصادر التي أمكن الإطلاع عليها تاريخ مولده ولا الفترة الأولى من حياته قبل منافسته لابن أخيه الشريف محمد على الإمارة. وسيرد في الصفحات القادمة كثير من أخباره.([iii]) يام: من القبائل القحطانية وتعود في نسبتها إلى قبيلة همدان، وموطنها الأصلي نجران حيث استقرت بها من مئات، وتنقسم يام إلى ثلاث قبائل: جشم وأل فاطمة ومواجد، وبعض قبائل يام هاجرت إلى خارج نجران مثل آل مرة والعجمان.
وتشتهر قبائل يام بقوتها وشدة بأسها.

إمارة الشريف حوذان 1158هـ/1745

مبمجرد دخول الشريف حوذان إلى مدينة أبي عريش سارعت إليه بقية الأسر والقبائل التي لم يسبق أن انضمت إليه كالأشراف آل قطب الدين وقبائل الحُرَّث([i]).وبهذا أجمعت غالبية القوى المحلية في المخلاف السليماني على إمارة الشريف حوذان. ورغم هذا الإجماع إلا أن الشريف حوذان لم يكن يمتلك من المؤهلات والصفات القيادية ما يمكنه من فرض شخصيته وهيبته على هذه القوى، فقد كان "سلس القيادة سريع الانقياد غير مستعمل لحزم الملوك في المحافظة على قوانين الاستقلال، ولا مكدر لخواطر مواليه وإن شقي به الحال"([ii]).لذا سرعان ما قامت هذه الأسر والقبائل التي انضمت إليه في حربه مع ابن أخيه تطالبه بالثمن لتحقيق بعض المكاسب القبلية والحروب الثأرية، وقد وصف البهكلي ذلك بقوله "ولكنها استقوت عليه شوكة من بين يديه من الأجناد، حتى كاد في الغالب لا يتم له المراد، ولا يبلغ من قصده ما أراد"([iii])، وبدلاً من أن يركز جهوده في تثبيت سلطته في هذه الفترة المبكرة من إمارته، ويكبح جماح الأسر والقبائل انساق وراء نزعات ورغبات هذه القبائل، فقد استنهضته قبائل بنو شعبة للانتقام من قبائل الحقو([iv]) لوجود إحن وثارات فيما بينهم، التزاماً منه بما شرطوه عليه مقابل الانضمام إليه في حربه مع ابن أخيه الشريف محمد بن أحمد، من أنه يعينهم على مهاجمة أهل الحقو بعد