Get Mystery Box with random crypto!

وصوله إلى الإمارة([v]). فقاد هذه القبائل بنفسه إلى الحقو وأخرب | اليمن_تاريخ_وثقافة

وصوله إلى الإمارة([v]). فقاد هذه القبائل بنفسه إلى الحقو وأخربها وطمس كثيراً من معالمها بعد انسحاب أهلها منها عندما علموا بقدومه ثم عاد إلى أبي عريش([vi]).أما الشريف محمد بن أحمد فبعد مغادرته إلى أبي عريش توجه إلى نجران للاستعانة بقبائلها بموجب الاتفاق السابق بينهما([vii]).ورغم أن الإمام المنصور حاول أن يحول دون وصول الشريف محمد إلى نجران، وذلك عن طريق إلزام القوى والقبائل التي يمر بها في طريقه بالقبض عليه أو إعاقة سيره إلا أنه لم ينجح في ذلك([viii]).وعندما وصل الشريف محمد إلى نجران نزل على رئيس يام القاضي هبة الله المكرمي([ix])، فأحسن استقباله وأكرم وفادته ووعده بالنصرة، وزوده بقوة عسكرية يقودها أبناؤه لتعيده إلى الإمارة في المخلاف.

بعد ان تخلص الشريف محمد ال خيرات من عمه حوذان وعاد الى الامارة

ذكر البهكلي في حوادث 1156هـ/1743م دون مقدمات وجود خلاف بين الشريف محمد بن أحمد وقبائل بني شعبة([i]) دون أن يذكر ما هية أو أسباب هذا الخلاف. ثم ذكر في حوادث 1157هـ/1744م عندما تحدث أن أسباب انضمام قبائل بني شعبة إلى الشريف حوذان ضد الشريف محمد، وكذلك في حوادث سنة 1159هـ/1746م أن الشريف محمد كان يدعم قبائل الحقو في حربها مع قبائل درب بنو شعبة دون ذكر أسباب ذلك أيضاً. ([ii])وهذا الدعم من الشريف لقبائل الحقو ضد قبائل بني شعبة هو الذي دفع قبائل بني شعبة إلى الإنضمام إلى الشريف حوذان ومساعدته حتى تمكن من الوصول إلى أبي عريش بعد خروج الشريف محمد منها، وهو مالم ينسه الشريف محمد لهذه القبائل. كما أن قبائل بني شعبة رحبت بالشريف أبو طالب الخواجي أمير صبيا عندما هرب إليهم بعد هزيمته في معركة الغرى، وزودته بقوة عسكرية تمكن بفضلها من استعادة مدينة صبيا. وبعد أن تم الصلح بين الشريف محمد والشريف أبو طالب ودخول بلاد صبيا في طاعة الشريف محمد، أدرك بنو شعبة أن الشريف لم يعد أمامه ما يعيقه عن التقدم لغزوهم بناءاً على ما صدر منهم في حقه، لذلك بدأوا يتحرشون بالشريف فهاجموا بعض رعاياه في وادي بيش واستولوا على أموالهم وأحرقوا قراهم، فاشتكتهم الرعايا إلى الشريف([iii]). ولم تكتف هذه القبائل بذلك بل كانوا يعترضون حجاج المخلاف وبلاد اليمن أثناء مرورهم في بلادهم، ويأخذون منهم الجباية([iv])، ويقعون في عِرض الشريف بالسباب([v]).لهذه الأسباب وغيرها كان الشريف محمد يتحين الفرص لغزو قبائل بني شعبة، وتأديبهم وإدخالهم في طاعته خاصة بعد تجرئهم على اعتراض الحجاج عند مرورهم في بلادهم . وبعد أن دخلت بلاد صبيا في طاعة الشريف أصبحت الطرق ممهدة أمامه لغزوهم إذ إن حلفاءهم في وادي صبيا وبيش قد دخلوا في طاعته. ([i]) البهكلي، الخلاصة، ص134.([ii]) المصدر نفسه، ص 137، 149.([iii]) المصدر نفسه ، ص198.([iv]) في سنة 1169هـ/1755م اعترض بنو شعبة بعض الحجاج من السادة بيت الإمام أهل كوكبان وأخذوا منهم الجباية. البهكلي، الخلاصة ، ص 220. وفي هذا إحراج للشريف أمام الإمام المهدي وسيظهره بمظهر العاجز وهو ما لن يرضى به الشريف.

حملة الشريف محمد الأولى على الدرب 1170هـ/1756من معرفة الشريف محمد بشراسة وقوة وكثرة قبائل بني شعبة استعد لقتالهم جيداً فاستعان بقبائل يام فوصل إليه منهم حوالي الألفين، وعندما تكاملت قواته زحف بها إلى درب بني شعبة في منتصف شهر محرم حتى وصل وادي بيض([i]) على مشارف الدرب، وهناك تدخل ابنه أحمد بالصلح([ii])، فوافق الشريف محمد لكنه اشترط في الشروط كعادته، فقد اشترط عليهم "إيصال المتكلم بتلك المقالة([iii])، ووصول من يريد وصوله منهم تحت العفو أو المؤاخذة بالاجترام"، لكن قبائل بني شعبة لم توافق على شروطه، فزحف عليهم بقواته وانتصر عليهم واستباح مدينة الدرب، وأرسل برؤوس القتلى وبعض الأسرى إلى أبي عريش، ثم أقام في بلادهم حتى طلبوا الأمان فأمنهم وعاد إلى أبي عريش([iv])وكان لانتصار الشريف على قبائل بني شعبة وقسوته في الانتقام منهم أثره الكبير في زرع هيبته في قلوب سكان المخلاف، فقد وصف البهكلي ذلك بقوله :" وكان لهذا الواقعة موقع عظيم، فرسخت هيبته في قلوب جميع أهل الإقليم، لأن الدرب من المعاقل الحصينة، وبنو شعبة أهل شوكة ونجدة غير مهينة، ومن حينئذ خضعت للشريف رقاب العباد، وتمهدت لعظيم سطوته البلاد، ولم يهم أحد بمناوأته ولا معاداته من أهل القرى ولا من أهل البواد".([v])ورغم انتصار الشريف محمد الكبير على قبائل بني شعبة، وقتل كثير منهم، واستباحة مدينتهم، وأخذ أسرى منهم إلى أبي عريش، إلا أنهم لم يتوقفوا عن إحداث القلاقل والمشاكل في شمال المخلاف. وبالإضافة إلى أسراهم الذين أرسلهم الشريف محمد إلى أبي عريش بعد انتصاره عليهم، قام أيضاً بالقبض على بعض مشائخهم وأودعهم السجن بعد أن ارتاب فيهم، ومكثوا في السجن قرابة ثلاث سنوات، وطيلة هذه الفترة حاولت هذه القبائل الشفاعة فيهم لدى الشريف لكنه لم يقبل شفاعتهم، فقاموا بالاعتداء على بعض رعاياه في ساحل وادي بيش بالنهب والقتل([vi])، وهو ما لم يرض عنه