Get Mystery Box with random crypto!

الشريف.([i]) وادي بيض: واد في جنوب مدينة الدرب يلتقي بوادي سمر | اليمن_تاريخ_وثقافة

الشريف.([i]) وادي بيض: واد في جنوب مدينة الدرب يلتقي بوادي سمرة عند قرية الشرفاء من قرى آل حدرة. العقيلي، المعجم الجغرافي، ص110.([ii]) يعيد البهكلي ذلك إلى أن بني شعبة كانوا أخوال الشريف أحمد ولكنه لم يذكر متى تزوج الشريف محمد منهم.
البهكلي، الخلاصة، ص 224

الحملة الثانية على بني شعبة 1174هـ/1760م
نتيجة لهذه الاستفزازات التي قامت بها هذه القبائل قرر الشريف أن يضع حداً نهائياً لتصرفاتها هذه حتى لا تقتدي بها بعض القبائل الخاضعة له خاصة وأنهم آخر أسر المخلاف الرافضين لإمارته، فطلب المدد من قبائل يام فوصل إليه حوالي الألفين منهم، ثم تقدم بقواته إلى الدرب حتى وصل إلى وادي بيض، وهناك تلقاه كبار بنو شعبة واعتذروا إليه وطلبوا منه العفو والتجاوز عنهم، والتزموا بإعادة ما نهبوه من رعاياه في ساحل وادي بيش، فرفض الشريف ذلك واشترط عليهم تسليم القتلة للقصاص منهم أو يرى فيهم رأيه، فرفضوا وغادر كثير منهم مساكنهم، فدخل الشريف الدرب وهي خالية من السكان وأقام فيها أياماً، وفي أثناء إقامته أرسل إليه بنو شعبة يطلبون الأمان فأمنهم، وتزوج منهم ثم عاد إلى أبي عريش([i]).وقد استكانت قبائل بنو شعبة بعد هذه الحملة إذ لم أجد لهم أي نشاط يذكر حتى نهاية إمارة الشريف محمد بن أحمد في سنة 1184هـ/1770م.وبخضوع قبائل بنو شعبة للشريف محمد يمكن القول إن نفوذه امتد ليشمل غالبية المخلاف السليماني من درب بني شعبة شمالاً حتى بلاد بني مروان في تهامة اليمن جنوباً([ii]) وبهذا أعاد الشريف محمد إلى المخلاف السليماني وحدته السياسية التي فقدها منذ سقوط الإمارة القطبية في سنة 943هـ/1539م، ليكون إعادة توحيده للمخلاف السليماني من أهم وأبرز الحوادث السياسية في تاريخ المخلاف السليماني الحديث إذ أن ذلك تم بعد حوالي قرنيين من الزمان فقد فيها المخلاف وحدته السياسية سواء بخضوعه للعثمانيين أو لأئمة اليمن أو لتوزعه بين بعض الأسر والقبائل المحلية.ورغم أن الشريف محمد خلال فترة إمارته والتي امتدت حوالي ثلاثين عاماً حرص في بعض الأحيان على التظاهر بمظهر التابع لأئمة اليمن، فإن ذلك لا يعدو أن يكون دهاءً وتدبيراً من الشريف، فهو قد هدف من وراء ذلك إلى استرضاء أئمة اليمن، وتجنب تدخلهم في المخلاف، سواء عن طريق إرسال قوات مباشرة، أو دعم خصومه من أسر وقبائل المخلاف كالأشراف آل قطب الدين والأشراف آل الخواجي أمراء المخلاف السابقين والذين كانت تربطهم علاقة جيدة بأئمة اليمن. وفي واقع الأمر كان الشريف محمد مستقلاً بحكم المخلاف ولا يأبه بتعليمات الإمام وهو ما لاحظه ودونه نيبور أثناء رحلته إلى بلاد اليمن في سنة 1176هـ/1762م([iii]).وظل الشريف محمد محكماً قبضته على مجريات الأمور حتى وفاته في سنة 1184هـ/1770م بعد أن حكم حوالي ثلاثين عاماً مليئة بالكفاح والصراع مع أسر وقبائل المخلاف حتى أخضعها لطاعته، وحقق للمخلاف وحدة سياسية بعد فترة طويلة من الفوضى والاضطرابات امتدت من سقوط الإمارة القطبية في سنة 943هـ/1536هـ م حتى سنة 1174هـ/ 1760م بعد إخضاعه النهائي لقبائل درب بني شعبة.وتمثل وفاة الشريف محمد نهاية الفترة الأولى من حكم الأشراف آل خيرات، وهي ما يمكن أن نطلق عليها فترة تأسيس الإمارة وبسط سيطرتها على المخلاف السليماني. .

هذه المخطوطة التي نال عليها البروفسور ميشيل توشرير شهادة الدكتوراة

الخاتمة

من خلال دراسة أوضاع المخلاف السليماني قبل وصول الأشراف آل خيرات إلى إمارته يمكن القول إن المخلاف السليماني فقد وحدته السياسية بسقوط الإمارة القطبية في منتصف القرن العاشر الهجري على يد الشريف محمد أبي نمي أمير مكة، ثم بعد ذلك بسنتين خضع المخلاف السليماني للنفوذ العثماني لما يقرب من تسعين عاماً، وبعد خروج العثمانيين امتد نفوذ أئمة اليمن إلى المخلاف حتى نهاية حكم الإمام إسماعيل بن القاسم إذ بوفاة الإمام إسماعيل استقلت كثير من الأقاليم عن الدولة الزيدية وعادت إلى حكامها المحليين، وكان من الأقاليم المستقلة إقليم المخلاف السليماني، وطيلة الفترة الممتدة من أواخر القرن 11 حتى سنة 1141هـ كان المخلاف تارة يحكم من قبل أسره المحلية وتارة من قبل ولاة يرسلهم الأئمة من صنعاء، وفي حالة خضوعه لحكامه المحليين يكتفي منهم الأئمة بالخضوع الإسمي والحد الأدنى من الولاء في ظل الضعف الذي يعانون منه. وبوصول الأشراف آل خيرات إلى إمارة المخلاف في سنة 1141هـ/1728م. يمكن القول إنه بدأت صفحة جديدة في تاريخ المخلاف في العصر الحديث، فقد تمكن الأشراف آل خيرات في الفترة المحددة للدراسة من الوصول إلى الإمارة، وكان ذلك بدعم من أئمة اليمن لكن ما لبثوا أن تمردوا على طاعتهم ولم يلتزموا بتعاليمهم ودخلوا في حروب مع أسر وقبائل المخلاف حتى بسطوا سيطرتهم عليه واستقلوا عن أئمة اليمن، ليمثل ذلك أهم ملامح تاريخ المخلاف السليماني في القرن الثاني عشر الهجري ومن أهم ملامح تاريخه في العصر الحديث، إذ أن توحيدهم للمخلاف واستقلالهم بحكمه جاء بعد قرنيين من