2022-06-23 15:10:14
تواتر الصغائر عظيم التأثير في تسويد القلب، وهو كتواتر قطرات الماء على الحجر، فإنه يحدث فيه حفرة لا محالة، مع لين الماء وصلابة الحجر.
وتعظم الصغيرة بأسباب:
إحداها: أن يستصغرها العبد ويستهين بها. فلا يغتم بسببها.. قال بعضهم:
الذنب الذي لا يغفر قول العبد ليت كل شيء عملته مثل هذا.
الثاني: السرور بها والتبجح بسببها و اعتقاد التمكن منها نعمة.. حتى إن المذنب ليفتخر فيقول: ما رأيتني كيف شتمته، وكيف مزقت عرضه، وكيف خدعته في العاملة؟
وذلك عظيم التأثير في تسويد القلب.
الثالث: أن يتهاون بستر الله عليه.. ويظن أن ذلك لكرامة عند الله تعالى، ولا يدري أنه ممقوت. وقد أمهل ليزداد إثما فيكون في الدرك الأسفل من النار .
الرابع: أن يجـاهر بالذنب ويظهره، أو يذكره بعد فعله. وفي الخبر : كل الناس معــافًى إلا المجاهرون .
الخامس: أن تصدر الصغيرة عن عالم يقتدى به، فذلك عظيم لأنه يبقى بعد موته، فطوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه. ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة.
روي أن بعض علماء بني اسرائيل تاب عن ذنوبه وبدعته، فأوحى الله الى نبي زمانه أن ذنبك لو كان فيما بيني وبينك لغفرته لك، ولكن كيف بمن أضللت من عبـــــادي فأدخلتهم النـار.
...
#الإمام_الغزالي
572 viewsذاكر الحنفي, edited 12:10