اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوتُ إليه برجلي، أو مددت إليه يدي، أو تأملته ببصري، أو أصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني، ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي، وسألتك الزيادة فلم تحرمني، ولا تزال عائدا علي بحلمك وإحسانك..
اللهم وإن كانت ذنوبنا عظيمة فإنا لم نرد بها القطيعة، إلى من نلتجئ إن طردتنا؟
اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقّه وجلّه، علانيته وسرّه، أوّله وآخره، ظاهره وباطنه.
أَعوذُ بكَ من بدنٍ لا يَنتصِب بينَ يديك؛ وقَلبٍ لا يَشتاقُ إليك، ودُعاءٍ لا يَصِل إليك، وعينٍ لا تبكي من خشيتك..
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، اللهم ارزقنا حفظه وضبطه وإتقانه، وحبه ولزومه والعكوف عليه، واجعلنا من حرّاس نهجه في الأرض..
اللهم استخدمنا لدينك ولا تستبدلنا..
اللهم بصّرنا بأنفسنا، وانزع عن قلوبنا وأفهامنا غشاوة ملذات الدنيا وزينتها قربًا منك، وصعودًا إليك رفعةً عن مزالق الروح إلى معارجها، وعن ضيق النفس إلى وسعها في عبادتك نسير إليك يا رحمن عُرجاً، وكسارى فاقبلنا إليك واحملنا إلى عفوك بفضلك وبكرمك لا بأعمالنا يارب.
اللهم بصِّرنا بشرفِ الزّمان، واهدِنا مسالك المروءات، وفرّغنا لما خلقتنا له. اللهم لا تعقنا عن العلم بعائق، ولا تمنعنا عنه بمانع.
اللهم إنّا نسألك جدًّا مقرونًا بالتوفيق، وعلمًا بريئًا من الجهل، وعملًا عريا من الرياء، وقولًا موشحًا بالصّواب.
اللهمّ يا قادر.. باعد بيننا، وبين التّوافه كما باعدت بين المشرق، والمغرب.
اللهمّ لطفًا من لدنك تَرأب به ما أثْأَت سِني الونى، وهتان رحمات تحيي به موات آمالنا، نعُوذ بكَ من الهمّة القصيرة، والمطمع الدّني!
اللهم إنا نعوذُ بكَ من انقطاع الرغبة بعد الشّغف، ومن فتورِ الهمة بعدَ الإقدام، ومن تلاشي الشعور، ومن البُرود بعد الدّهشة، ومن ذبول الأماني بعد بريقها، ومن انطفاء الرُوح عند الهزيمة الأولى بعد الإصرار والمحاولة؛ اللهُم عزيمة لا تَكِل وقلب لا يَمَلّ..
اللهم وقد حببت إلينا العلمَ في الدّنيا، وزيّنته في قُلوبنا، فمتّعنا بمجالسه في الجنّة، وارزُقنا مُذاكرته مع الّذينَ أنعمتَ عليهم من النّبيين والصّدّيقينَ والشّهداء والصّالحين، وحسُنَ أولئكَ رفِيقًا.
كلّما مررتُم من هُنا، فاذكرونا بدعوة في ظهر الغيبِ، عسى الله أن يستجيب لنا ولكم..
