ماتَ من شيَّدَ المسجِد، وبقيَ المسجدُ يتوافدُ إليهِ الخلقُ: كل | تَوَّاقٌ

ماتَ من شيَّدَ المسجِد، وبقيَ المسجدُ يتوافدُ إليهِ الخلقُ: كلّما أسندَ عبدٌ ظهرهُ إلى جدارٍ من جدرانه، أو صلّى ركعةً في أكنافه، أو دعا دعوةً في جنباته، وصلَ الأجرُ إلى من تركَ بعدَه في الناسِ هذا المَسجِد..

ماتَ مصنّف الكتاب، وبقيت مؤلفاتُه تتداول بين الخلقِ كلّما مرّت عينا أحدٍ على كلمةٍ أراد المؤلّف فيها خيرًا، أو نصرَ بها سنةً أو دحضَ بدعةً، كان لهُ أجرُ إحياءِ هذه السّنة، وأجرُ طالبِ العلمِ الذي يتعلم.

ماتَ صاحبُ سبيلِ الماء، وبقيَ السّبيلُ مفتوحًا للمارّةِ يستسقون منه صدقةً جاريةً عن راحلٍ كان هذا السبيل من حسناتِه التي عاشت من بعدِه.

ماتَ مدرّسُ القرآن، لكن أجره لم يزل حيًّا مع كلّ آيةٍ تُقرأ كان هو سببا في تلقينها تحفيظها..

وسنموتُ نحن؛ فماذا تركنا بعدنا؟!

اترُك عملًا صالحًا، أو علمًا نافعًا، أو صدقةً جاريةً يجري من خلالها إليكَ الأجر بعدَ موتكَ. لعلّها تكونُ المُنجِية.