2022-01-25 10:32:09
- ضَحيةُ حَرب | مُحمد الجرَّاش.
- مُقدمة :
عَلى الخطِّ الأولِ من الحَرب يدوُّن الجُندي خلف الدَّبابةِ رسالةً لِحبيبته "لن يثقبوا صَدري مثل ما فعلتِ أنتِ" ولكِن..سُرعانَ ما قُتلَ بالغاز..
- النَّص :
إِنَّها الأرضُ العجوز..تتدحرجُ كَجرَّةِ فخَّارٍ على مُنحدرٍ مُميت !
فِي هذهِ الحَرب، نحنُ الضَّحية.. كَشابٍّ يمني يمقتُ السِّياسةَ وزِيفِ حكَاويهِم المصحُوبةُ بِمُتحدِّثٍ رسمِي يُهرطقُ من على كُرسِيٍ مُريح، تُضاهِي قيمتهُ نِصفَ أثاثِ منزِلنا، وعلى مَيمنهِ وميسرهِ بعضٌ مِن فتياتِ الكونغرس الأمريكِي اللواتِي يعملنَ على تَدوينِ بعض مُلاحظاتِ حَربِ اليمن..ويُصرِّحُ مارتِن غريفت عن قلقهِ الذي زادهُ تُخمةً وبَدانةً إزاءِ ازديادِ المجاعةِ فِي اليمن !
وتُصدرُ إحدى الكائِناتِ السَّياسيةِ كذباتٍ عاودَت غسِيلها مرارًا وتِكرارًا، وحيثُ يقومُ أحد العنجهيِّينَ من على سَريره بِأمر قذفِ إِحدى المواقعِ المُشتعلةِ نارًا، بِإِحدى
صَواريخ السكَاود المُدمية..وبطريقةٍ أُخرى..قُصِفَ حيُّنا !
شَريطٌ أحمَر..
"مِئاتُ الجَرحى وسُقوطُ عدَدٍ من الضَّحايا جرَّاءَ إِحداثياتٍ خاطِئة". شُّردَت الأراملُ، ويُتِّم الأطفَالُ، ومَات المُسن !
ولِلشَّابِّ سَبيلٌ مليءٌ بِدهاليزٍ مُدلهِمة..
حيثُ لايحقُّ لكَ العيشُ إِلا بِكبوةٍ، ولا الهوى..سَتختنق، فَالأُكسجِينُ باحتكارٍ تامٍ هُنا !
ولا النَّومَ أيضًا..
فَماذَا عن حُلمٍ بَاتَ الجَاثومُ يرويهِ لكَ خشِيةَ نِسيانكَ له؟
أم عن قِصةِ حبٍّ فرَّقتها تَاءُ الموت؟
ماذَا عن عملٍ كافحتَ لهُ سَنينًا من عمركَ ولهثتَ لِأجلهِ، وما كَانَ إِلا وجبةً دَسمةً لأحدِ أولادِ أقواهُم سُلطة؟
فَالقويُّ هُنا قد أكلَ أضعفهُم حِيلة
سَقط الليل..! ونَحيبُ جارتِي لم ينَم بَعد
كذلكَ الأُمهاتُ فِي أرجَاءِ البِلاد..
حربٌ عبثيةٌ لا خَاسِر فِيها سِوى الأُم !
البَعضُ يحتفِلُ بِنصرهِ، وبعضٌ منهم يُقتلونَ بِأيدٍ لطالمَا كانَ الغَدرُ سِلاحها
وتَبقى الأُمُّ..لا أعلمُ بِأيِّ بشاعةٍ أصفُ المَشهد، وبِأي أحرفٍ أسرُده !
رثَاءٌ لاتَصفهُ الأبجديَّة *.
62 viewsمتعب فقط▽., 07:32