2021-04-16 14:48:14
(
١)
الشعور صادق، لا يمكن أن تكذب تجاهه!
وعندما تتملك مفاهيم كأن
تعتقد أن من يولد غنيًا يستطيع أن يحصل على أشياء أنت لا تحصل عليها، وعندما ترى إنسان غني يتباهى بما يملك فإنك تغضب وتبدأ بالحديث عنه رغم أن هذا الفعل بحد ذاته يعطيه قوة أكبر سلطة أقوى يعطيه سيطرة أكبر يعطيه وفرة أكثر في حياتك ويحرمك
نعم! هو يعطيه السيطرة والقوة بالمعنى الحرفي لا أقولها مجازياً وكناية عن "مفهوم ميتافيزيقي" أنا أتكلم حقيقةً، أتكلم عن انك تعطيه السلطة!
فما هي الحياة بالنهاية؟!! اليست إلّا
انتقال من لحظة إلى أخرى ومن عالم إلى آخر، العوالم تتشابه وفروقات بسيطة نخلقها فيها لكي لا نكسر هذا النمط المتسلسل من الأحداث الذي يُعطى الشعور الحقيقي للحياة واتصالية الزمن "Continual Sensation" في الحياة!
إلا أننا عندما نبدأ بالتحدث عن من نكره أو ما نكره إن كان هناك شيء "وليس بالضرورة شخص" فإننا بكل بساطة في اللحظة التالية لهذه اللحظة
نختار أن ننتقل إلى عالم يكون فيه تواجد هذا الشخص بشكل أكبر أقوى وأكثر وفرة ونحن بالمقابل لأننا نؤمن بأن كل شيء محدود وليس لا متناهي، فإننا نعلم أن حصولهم على وفرة أكبر تعني أننا سنحصل على وفرة أقل وهذا أمر لايمكن الفرار منه!
فأنت في كل مرة تتحدث عن شيء
بشعور وليس حديث عشوائي فإنك تسمح له بأن يكون وجوده بشكل أكثر في حياتك، قد يكون الأمر صعب على العقل أن يفهمه! كيف يمكن لشيء أن يكبر في حياتي وأنا لا أريد الإعتماد على أن يكبر؟! في الواقع، الحياة ليست واحدة! أي أن حياتك التي لم يعرف فيها هذا الإنسان لا زالت موجودة، ويمكن لك أن تنتقل اليها!
سؤال:•
كيف يمكن لي أن لا أشعر بشعور تجاه ما أكره؟!
الجواب:-لا يمكن فعل الأمر بشكل مباشر فهو لا يتم عبر التحدث إلى
عقلك وإنما عبر
الوعي، عندما تكون مستيقظاً واعياً تعلم أن
الإهتمام يغذي الشيء! إن الأمر بسيط نظراً لكون تجربتنا "ثلاثية الأبعاد" أي أننا
أحاديين الإهتمام ركزوا شوي بالمفاهيم لأنه قد تكون جديدة!
نظراً لكون التجربة "ثلاثية الأبعاد" أي أننا
أحاديي الإهتمام فإنه لا يمكن لنا بأي حالٍ من الأحوال ليس ونحن يقظين، عندما نكون
نيام قد نختبر التجارب الرباعية الأبعاد وهي وجود اهتمامين في نفس الوقت -وكما قلنا- الإنسان بما أنه يعيش تجربة ثلاثية الأبعاد، اذاً فهو
أحادي الإهتمام!
أي انك في اللحظة الواحدة لايمكن لك أن تختبر الا شعور واحد "قد تشعر بأنها مشاعر مختلطة، وهذا أمر نفسي لا علاقة له بالمعنى الوجودي" في المعنى الوجودي لا يمكن لك أن تهتم إلّا بشيء واحد في اللحظة الواحدة؛ أي انك يجب أن
تختار في كل مرة عن ما تهتم به، عن ماذا تريد أن تشعر وتتحدث!
كما هو الأمر بالنسبة
لإناء مملوء بالماء، لا يمكن لك أن ترفعه من مكان بثقله لكي تغير محتوى الإناء! لا يمكن لك إلّا أن تملؤه بسائل آخر "أتمنى أن يكون التشبيه واضح" فعندما تستطيع إفراغ الإناء -وإفراغ الإناء امرًا تشبيهياً مجدداً- يمكن لك فعله عبر التأمل عبر الخشوع والعبادة وأشياء كثيرة، ولكن
التأمل هو أكثرها بساطة وأقواها مفعولًا! إلا انك كإنسان عادي لايمكن لك إفراغ الإناء يمكن لك فقط أن
تستبدل محتواه، أي أن
اللحظة في هذا التشبيه هي
الإناء وأن مافيها هو
الشعور الذي توليه إلى ما تحب أو تكره على حد سواء!
فاختر في كل لحظة ما تود أن تفعله أي أنه عندما يكون هناك ما تكرهه أو تخافه في هذه الحياة لا تحاول تجنبه أو تجاهله، لا تحاول أن تقلل من قيمته فهذا "تغذية له" وإنما
غيِّر التردد ليس بالمعنى المستخدم بالتنمية البشرية، التردد ورفع التردد والتركيز على شيء يصبح ترددك! كلها كلام صحيح، ولكن نتحدث هنا عن أنك حين تركز على شيء فإن هذا
الإناء المسمى؛
بـ"
اللحظة" يصبح مليئاً بها ولا يوجد هنا عداوة أو عنف أو بكل بساطة قتال على "
اللحظة" هي مسألة
انتقال من لحظة إلى أخرى وأنت
تختار، عندما لا تختار؛ فإن ما كان في الإناء سيبقى في الإناء، هذا كل مافي الأمر!
اذاً، لا يمكن لك أن تتخلص من الكره!
انسى مصطلح
التخلص من الشيء انساه!!!
التخلص من المفاهيم،
التخلص من المشاعر،
التخلص مما تكره،
التخلص من المشاكل، التخلص، التخلص، التخلص..الخ،
لا يمكن لك أن تتخلص من شيء!
ابدأ حياتك من هذه اللحظة!
لأن ما هو موجود في هذه الحياة، موجود في هذا الواقع هو موجود لسبب؛ لأنه حقيقي، لأنك أنت من صنعه وأنت من هو حر!
ولأنك حر فأنت مسؤول، فكن كذلك!
ابدأ من هذه النقطة نقطة الشجاعة نقطة الصراحة نقطة الوضوح نقطة الشفافية والنور، ما هو موجود في هذا الواقع هو في حياتك هو حقيقيٌ جدا لا يمكن لك في أن تتخلص منه!
#تنوير
932 views11:48